الشام: أتعرفون أبا لهب الذي قال الله في حقه: * (تبت يدا أبي لهب وتب) * من هو؟
قالوا: لا. قال: عم هذا وأشار إلى عقيل!
فقال عقيل: يا أهل الشام (هل) تعرفون حمالة الحطب (التي قال الله في شأنها، وشأن زوجها: * (سيصلى نارا ذات لهب وامرأته حمالة الحطب) *؟) قالوا: لا. قال: هي عمة هذا وأشار إلى معاوية وهي أم جميل بنت حرب!!! (1) وعن عبد الله الكندي أن معاوية بن أبي سفيان بينا هو جالس وعنده وجوه الناس إذ دخل عليه رجل من أهل الشام فقام خطيبا فكان آخر كلامه أن لعن عليا فأطرق الناس.
وتكلم الأحنف بن قيس فقال / 123 / ب /: يا معاوية إن هذا القائل - لما قال - لو يعلم أن رضاك لعن المرسلين للعنهم فاتق الله ودع عنك عليا فقد أفرد في قبره ولقى ربه وخلا بعمله، وكان والله المبرز في سبقته الطاهر في ثوبه والميمون نقيبته العظيمة مصيبته!!!
فقال معاوية: والله لقد أغضيت العين على القذى وقلت بما ترى وأيم الله لتقومن ولتلعننه على المنبر ولتصعدنه طوعا أو كرها.
قال: (فقال الأحنف:) إن تعفيني فهو خير لك، وإن تجبرني على ذلك فوالله لا تجري به شفتاي أبدا!!!
قال (معاوية): قم فاصعد والعنه كما أمرتك. قال: أما والله يا معاوية لأنصفنك في القول والفعل. قال: وما كنت قائل؟
قال (الأحنف): أصعد المنبر كما أمرتني فأحمد الله وأثني عليه وأصلي على نبيه صلى الله عليه وسلم ثم أقول: أيها الناس إن معاوية أمرني أن ألعن عليا، ألا وإن عليا ومعاوية اختلفا وادعى كل واحد منهما أنه مبغي عليه وعلى فئته. فإذا دعوت فأمنوا رحمكم الله، ثم أقول: (اللهم) العن أنت وملائكتك وأنبياؤك وجميع خلقك الباغي