يا شريح لو كان خصمي مسلما لما جلست إلا إلى جنبه ولكنه نصراني وقد قال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم: إذا كنتم وإياهم في طريق فاضطروهم إلى مضائقه.
ثم قال: هذا درعي (لم) أبع ولم أهب. فقال النصراني: ما الدرع إلا درعي وما أمير المؤمنين بكاذب.
فالتفت شريح وقال: يا أمير المؤمنين هل من بينة؟ فضحك علي وقال: أصاب القاضي ما لي بينة. فقضى (شريح) بها للنصراني.
فمشى النصراني خطوات ثم رجع (و) قال: أما أنا فأشهد (أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله و) أن هذه أحكام الأنبياء الدرع والله يا أمير المؤمنين درعك اتبعت الجيش وأنت منطلق إلى صفين فطرحت (ظ) من بعيرك الأورق (فأخذته) فقال له (علي عليه السلام): أما إذا أسلمت فهي لك. وحمله على فرس (1).
وأما قوته (عليه السلام) في الله فذكر ابن إسحاق في السيرة عن أبي رافع / 100 / أ / مولى رسول الله (ص) قال: خرجنا مع علي حين بعثه رسول الله (ص) برايته (إلى حصن خيبر) فلما دنا من الحصن خرج إليه أهله فقاتلهم فضربه رجل من يهود فطرح ترسه من يده فتناول علي بابا كان عند الحصن فتترس به فلم يزل بيده وهو يقاتل حتى فتح الله عليه ثم ألقاه من يده حين فرغ فلقد رأيتني في نفر سبعة أنا ثامنهم نجهد (على) أن نقلب ذلك الباب فلا نقدر على قلبه (2) (ورواه ابن عساكر في الحديث:
" 268 " من ترجمة علي عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 1، ص 224، وأبو الخير القزويني في الباب " 38 " من كتاب الأربعين المنتقى والحموئي في الباب: " 58 " من السمط الأول من فرائد السمطين: ج 1، ص 261 ط بيروت).