ولما أبرم (1) الصلح بينهما التمس معاوية من الحسن (عليه السلام) أن يتكلم بمجمع من الناس ويعلمهم أنه قد بايع معاوية، فأجابه إلى ذلك، فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وصلى على نبيه محمد (صلى الله عليه وآله) ثم قال: أيها الناس إن أكيس الكيس التقي، وأحمق الحمق الفجور. [والله] ولو أنكم طلبتم ما بين جابرقا (2) وجابرصا (3) من جده رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما وجدتموه غيري وغير أخي الحسين، وقد علمتم أن الله تعالى جل ذكره وعز اسمه هداكم بجدي محمد وأنقذكم [به] من الضلالة، وخلصكم [به] من الجهالة، وأعزكم به بعد الذلة، وكثركم به بعد القلة، وان معاوية نازعني حقا هو لي دونه، فتركته (4) لصلاح الأمة وقطع الفتنة، وقد كنتم بايعتموني على أن تسالموا من
(٧٣١)