الثاني فإنه تقدم في آبائه أبو جعفر محمد وهو الباقر بن علي، فجاء هذا باسمه وكنيته فهو اسم جده فعرف بأبي جعفر الثاني، وإن كان صغير السن فهو كبير القدر رفيع الذكر، القائم بالإمامة بعد علي بن موسى الرضا ولده أبو جعفر محمد الجواد للنص عليه والإشارة له بها من أبيه، كما أخبر بذلك جماعة من الثقات العدول (1).
عن صفوان بن يحيى قال: قلت للرضا: قد كنا نسألك قبل أن يهب الله لك أبا جعفر من القائم بعدك فتقول: يهب الله لي غلاما، وقد وهبه الله لك وقر (2) عيوننا به، فإن كان كون ولا أرانا الله لك يومك (3) فإلى من؟ فأشار بيده إلى أبي جعفر وهو قائم بين يديه وعمره إذ ذاك ثلاث سنين، فقلت: وهذا ابن ثلاث! فقال (4): وما يضر (5) من ذلك فقد قام عيسى بالحجة وهو ابن أقل من ثلاث سنين (6).