روي إبراهيم بن العباس قال: كانت البيعة للرضا لخمس خلون من شهر رمضان المعظم سنة إحدى ومائتين (1).
وزوجه المأمون ابنته أم حبيب في أول سنة اثنين ومأتين (2) والمأمون متوجه إلى العراق.
ومما نقل إلى الأسماع بالاستماع وروته الألسن بالبقاع في الأصقاع وخطته الأيدي في الصحائف والرقاع أن الخليفة المأمون وجد في يوم عيد انحراف مزاج أحدث عنده ثقلا له عن الخروج إلى الصلاة فقال لأبي الحسن الرضا: قم يا أبا الحسن اركب وصل بالناس العيد، فامتنع وقال: قد علمت ما كان بيني وبينك من الشروط فاعفني من الصلاة، فقال المأمون: انما أريد أن أنوه (3) بذكرك ليشهر أمرك بأنك ولي عهدي والخليفة من بعدي، وألح عليه في ذلك فقال له الرضا: إن أعفيتني من ذلك كان أحب إلي، فإن أبيت إلا أن أخرج إلى الصلاة بالناس فإنما أخرج كما كان النبي (صلى الله عليه وآله) يخرج للصلاة وعلى الصفة التي كان يخرج عليها رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال المأمون: افعل كيف ما أردت.