الغالية (1) مضروبة بأنواع الطيب والماء [ال] ورد والمسك فتطيب منها جميع الحاضرين على قدر منازلهم ومراتبهم، ثم وضعت موائد الحلواء فأكل منها الحاضرون وفرقت عليهم الجوائز والعطيات على قدر طبقاتهم، ثم انصرف الناس وتقدم المأمون بالصدقة على الفقراء والمساكين وأهل الأربطة والخوانق والمدارس (2). ولم يزل عنده محمد الجواد مكرما معظما إلى أن توجه بزوجته أم الفضل إلى المدينة الشريفة.
روي أن أم الفضل بعد توجهها مع زوجها إلى المدينة كتبت إلى أبيها المأمون تشكو أبا جعفر وتقول: إنه يتسرى (3) علي ويغيرني، فكتب إليها أبوها: يا بنية إنا لم نزوجك (4) أبا جعفر لتحرمي عليه حلالا فلا تعاودينني لذكر شيء مما ذكرت (5).