الفصول المهمة في معرفة الأئمة - ابن الصباغ - ج ٢ - الصفحة ١٠٤٦
النهار بشهوة فكان نظره إليها حراما، فلما ارتفع النهار ابتاعها من مولاها (١) فحلت له، فلما كان وقت الظهر اعتقها فحرمت عليه، فلما كان وقت العصر تزوجها فحلت له، فلما كان وقت المغرب ظاهر منها فحرمت عليه، فلما كان وقت العشاء الآخرة كفر عن الظهار فحلت له، فلما كان نصف الليل طلقها طلقة واحدة فحرمت عليه، فلما كان الفجر راجعها فحلت له.
فأقبل المأمون على أهل بيته قال: هل فيكم أحد يستحضر أن يجيب عن هذه المسائل بمثل هذا الجواب؟ فقالوا: ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، فقال: قد عرفتم الآن ما كنتم تنكرونه وتبين في وجه القاضي يحيى الخجل والتغيير بحيث عرف ذلك كل من في المجلس، فقال المأمون: الحمد لله على ما من به علي من السداد في الأمر والتوفيق في الرأي وأقبل على أبي جعفر وقال: إني مزوجك ابنتي أم الفضل وإن رغم ذلك أنوف قوم فاخطب لنفسك فقد رضيتك لنفسي وابنتي، فقال أبو جعفر:
الحمد لله إقرارا بنعمته ولا إله إلا الله إخلاصا لوحدانيته، وصلى الله على سيدنا محمد (صلى الله عليه وآله) سيد بريته والأصفياء من عترته. أما بعد، كان من فضل الله على الأنام أن أغناهم بالحلال عن الحرام فقال تعالى: ﴿وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمآئكم إن يكونوا فقرآء يغنهم الله من فضله والله وسع عليم﴾ (2) ثم إن محمد بن علي بن موسى خطب إلى أمير المؤمنين ابنته أم الفضل وقد بذل لها من الصداق مهر جدته فاطمة بنت محمد (صلى الله عليه وآله) وهو خمسمائة درهم جيادا فهل زوجتني إياها يا أمير المؤمنين على هذا الصداق المذكور؟ فقال المأمون: زوجتك ابنتي أم الفضل على هذا الصداق المذكور، فقال أبو جعفر: قبلت نكاحها على هذا الصداق المذكور.
قال الريان (3): وأخرج الخدم مثل السفينة من الفضة مطلية بالذهب فيها

(١) في (أ): صاحبها.
(٢) النور: ٣٢.
(٣) الريان بن شبيب خال المعتصم، ثقة، سكن قم وروى عنه أهلها كما قاله النجاشي في رجاله: ١٦٥ رقم ٤٣٦، وترجم له المامغاني في تنقيح المقال: ١ / ٤٣٥، والسيد الخوئي في معجم رجال الحديث:
٧
/ 310 والعلامة الحلي في الخلاصة: ق 1 / 70.
(١٠٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 1040 1041 1042 1043 1045 1046 1047 1048 1049 1050 1051 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الفصل الثاني: في ذكر الحسن بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام) 685
2 فصل: في نسبه، وكنيته، ولقبه، وصفاته الحسنة 692
3 فصل: فيما ورد في حقه (عليه السلام) من رسول الله (صلى الله عليه وآله) 697
4 فصل: في علمه (عليه السلام) 702
5 فصل: في عبادته وزهادته (عليه السلام) 705
6 فصل: في جوده وكرمه (عليه السلام) 707
7 فصل: في شيء من كلامه (عليه السلام) 710
8 فصل: في ذكر طرف من أخباره (عليه السلام) ومدة خلافته 713
9 فصل: في ذكر وفاته ومدة عمره وإمامته (عليه السلام) 734
10 فصل: في ذكر أولاده (عليه السلام) 742
11 الفصل الثالث: في ذكر الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام) 753
12 فصل: في ذكر نسبه وكنيته ولقبه (عليه السلام) 755
13 فصل: فيما ورد في حقه (عليه السلام) من جهة النبي (صلى الله عليه وآله) 756
14 فصل: في علمه وشجاعته وشرف نفسه وسيادته (عليه السلام) 763
15 فصل: في ذكر كرمه وجوده (عليه السلام) 767
16 فصل: في ذكر شيء من محاسن كلامه وبديع نظامه (عليه السلام) 770
17 فصل: في ذكر مخرجه (عليه السلام) إلى العراق 776
18 فصل: في ذكر مصرعه ومدة عمره وإمامته (عليه السلام) 809
19 ذكر من قتل من أصحاب الحسين (عليه السلام) ومن أهل بيته ومواليه 842
20 فصل: في ذكر أولاده الكرام عليه وعليهم أفضل السلام 851
21 الفصل الرابع: في ذكر علي بن الحسين (عليهما السلام) 853
22 الفصل الخامس: في ذكر أبي جعفر محمد بن علي (عليهم السلام) 877
23 الفصل السادس: في ذكر أبي عبد الله جعفر الصادق (عليه السلام) 907
24 الفصل السابع: في ذكر أبي الحسن موسى الكاظم (عليه السلام) 931
25 الفصل الثامن: في ذكر أبي الحسن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) 965
26 ذكر ولاية العهد من المأمون لعلي بن موسى الرضا (عليه السلام) 1005
27 الفصل التاسع: في ذكر أبي جعفر محمد الجواد بن علي الرضا (عليهما السلام) 1033
28 الفصل العاشر: في ذكر أبي الحسن علي المعروف بالعسكري (عليه السلام) 1061
29 الفصل الحادي عشر: في ذكر أبي محمد الحسن الخالص بن علي العسكري (عليه السلام) 1077
30 الفصل الثاني عشر: في ذكر أبي القاسم محمد 1095
31 علامات قيام القائم ومدة أيام ظهوره (عليه السلام) 1123
32 الفهارس 1137
33 فهرس الآيات 1139
34 فهرس الأحاديث الشريفة 1157
35 فهرس الأسماء و الكنى و الألقاب 1205
36 فهرس المذاهب والفرق 1323
37 فهرس الجماعات والقبائل والأقوام 1327
38 فهرس الأماكن والبلدان 1335
39 فهرس الحوادث والغزوات والحروب والوقائع 1349
40 فهرس الأشعار 1353
41 فهرس المنابع والمآخذ 1369