الفصول المهمة في معرفة الأئمة - ابن الصباغ - ج ٢ - الصفحة ٨٠٨
ثم إنه سار حتى نزل بطن العقبة (1) فأتاه رجل (2) من مشايخ العرب: فقال: أنشدك الله تعالى إلا ما انصرفت، ما تقدم إلا على الأسنة وحد السيوف، وإن هؤلاء الذين بعثوا إليك لو كانوا كفوك مؤونة القتال ووطأوا لك الأشياء (3) فقدمت على (4) غير حرب كان ذلك رأيا، وأما فعلى هذه الحال التي تذكرها (5) فلا أرى لك ذلك أن تفعل (6) فقال له:
يا عبد الله إنه لا (7) يخفى علي الرأي ما رأيت (8) ولكني صابر ومحتسب إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا. ثم ارتحل (رضي الله عنه) سائرا نحو الكوفة والله المستعان.

(١) هي منزل من منازل الطريق بعد واقصة الحزون، وقبل القاع لمن يريد مكة، كما جاء في معجم البلدان: ٤ / ١٣٤.
(٢) يقال له عمر، وقيل عمرو بن لوذان، وقيل يوزان، وهو شيخ من بني عكرمة كما ذكر الشيخ المفيد في الإرشاد: ٢ / ٧٦ وص ٢٤٩ ط قديم، عوالم العلوم: ١٧ / ٢٢٥، وفي البحار: ٤٤ / ٣٧٥ عمر بن لوذان، وفي تاريخ الطبري: ٤ / ٣٠١، و: ٦ / ٢٢٦ ط آخر بلفظ " لوذان أحد بني عكرمة أن أحد عمومته سأل الحسين (عليه السلام) أين تريد فحدثه. ويظهر من الطبري أن السائل ليس عمرو بن لوذان كما ذكر صاحب الارشاد وغيره، اللهوف ص ٣٣، منتهى الآمال: ١ / ٦٠٦، الكامل في التاريخ: ٢ / ٥٤٩، أعيان الشيعة:
١
/ ٥٩٥، موسوعة كلمات الإمام الحسين (عليه السلام) إعداد لجنة الحديث في معهد تحقيقات باقر العلوم (عليه السلام) ط ٣ سنة ١٤١٦ ه‍، كامل الزيارات: ٧٥، مقتل الحسين للمقرم ص ١٨١، مقتل الحسين لأبي مخنف: ٧٩ مثل ما جاء في الطبري.
(٣) في (أ): الأمور.
(٤) في (ج): عليهم.
(٥) في (أ): ترى.
(٦) انظر مقتل الحسين لأبي مخنف: ٧٩ - ٨٠ مع اختلاف يسير وزيادة " وإن الله لا يغلب على أمره، ثم قال (عليه السلام): والله لا يدعوني حتى يستخرجوا هذه العلقة من جوفي، فإذا فعلوا سلط الله عليهم من يذلهم حتى يكونوا أذل فرق الأمم " وقريب من هذا في الإرشاد للشيخ المفيد: ٢ / ٧٦ وص ٢٢٢ ط قديم، ومنتهى الآمال: ١ / ٦٠٦، ونفس المهموم: ص ٩٨ وكلاهما للمحدث القمي الطبعة الأولى إيران. عوالم العلوم:
١٧ / ٢٢٥، مقتل الحسين للخوارزمي: ١ / ٢٢٨، تاريخ الطبري: ٥ / ٣٩٧، و: ٤ / ٣٠١ ط آخر، بحار الأنوار: ٤٤ / ٣٧٥ الكامل في التاريخ لابن الأثير: ٣ / ١٧ و ١٨، البداية والنهاية لابن كثير: ٨ / ١٦٨ و ١٧١، الأخبار الطوال: لابن داود الدينوري: 248.
(7) في (ج): ليس يخفى.
(8) في (أ): شيء مما ذكرت (يدل) الرأي ما رأيت.
(٨٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 803 804 805 806 807 808 809 811 812 813 814 ... » »»
الفهرست