ثم إنه سار حتى نزل بطن العقبة (1) فأتاه رجل (2) من مشايخ العرب: فقال: أنشدك الله تعالى إلا ما انصرفت، ما تقدم إلا على الأسنة وحد السيوف، وإن هؤلاء الذين بعثوا إليك لو كانوا كفوك مؤونة القتال ووطأوا لك الأشياء (3) فقدمت على (4) غير حرب كان ذلك رأيا، وأما فعلى هذه الحال التي تذكرها (5) فلا أرى لك ذلك أن تفعل (6) فقال له:
يا عبد الله إنه لا (7) يخفى علي الرأي ما رأيت (8) ولكني صابر ومحتسب إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا. ثم ارتحل (رضي الله عنه) سائرا نحو الكوفة والله المستعان.