الفصول المهمة في معرفة الأئمة - ابن الصباغ - ج ٢ - الصفحة ٨١١
شاكين في السلاح (1)، فقال للحسين (عليه السلام): إن الأمير عبيد الله بن زياد أخرجني عينا عليك وقال لي: إن ظفرت به لا تفارقه أو تجيء (2) به، وأنا والله كاره أن يبتليني الله بشيء من أمرك غير أني قد أخذت بيعة القوم (3)، فقال له الحسين (عليه السلام): إني لم

(١) انظر الفتوح لابن أعثم: ٣ / ٨٥ وزاد:... لا يرى منهم إلا حماليق الحدق... وانظر المصادر السابقة أيضا.
(٢) في (أ): تجئني.
(٣) لم أعثر على هذا النص بعينه بل وجدته متناثرا في المحاورة التي جرت بين الإمام الحسين (عليه السلام) والحر بن يزيد الرياحي، فهذا ابن أعثم في الفتوح: ٣ / ٨٥ قال: فلما نظر إليهم الحسين (عليه السلام) وقف في أصحابه ووقف الحر بن يزيد في أصحابه، فقال الحسين (عليه السلام): أيها القوم من أنتم؟ قالوا: نحن أصحاب الأمير عبيد الله بن زياد، فقال الحسين: ومن قائدكم؟ قالوا: الحر بن يزيد الرياحي. قال: فناداه الحسين:
ويحك يا ابن يزيد! ألنا أم علينا؟ فقال الحر: بل عليك يا أبا عبد الله فقال الحسين: لا حول ولا قوة إلا بالله... ثم ذكر ابن أعثم وغيره كيفية صلاة الإمام الحسين (عليه السلام) بأصحابه وأصحاب الحر وذلك من خلال قول الحر [... بل أنت تصلى بأصحابك ونصلي بصلاتك...].
ثم ذكروا خطبة الإمام الحسين (عليه السلام) بالعسكرين والتي بدأها بالحمد والثناء والمعذرة إلى الله إلى من حضر من المسلمين... ثم قال: وإني لم أقدم على هذا البلد حتى أتتني كتبكم... ثم ورود كتاب عبيد الله بن زياد إلى الحر والذي يطلب منه أن يجعجع بالحسين ولا يفارقه حتى يأتي به... وقال الحر لأصحابه بعد أن اجتمع بهم: والله ما تطاوعني نفسي ولا تجيبني إلى ذلك... إلى أن دنت صلاة العصر وصلى الحسين (عليه السلام) بالعسكرين ثم خطب فيهم أيضا....
ثم تكلم الحر ومن كلامه قال: أبا عبد الله لسنا من القوم الذين كتبوا إليك هذه الكتب، وقد أمرنا إن لقيناك لا نفارقك حتى نأتي بك على الأمير... إلى أن طلب منه (عليه السلام) أن يبرز له وقال (عليه السلام): فإن قتلتني خذ برأسي إلى ابن زياد وإن قتلتك أرحت الخلق منك... فقال الحر: أبا عبد الله إني لم أؤمر بقتلك وإنما أمرت أن لا أفارقك أو أقدم به على ابن زياد وأنا والله كاره إن سلبني الله بشيء من أمرك غير أني قد أخذت ببيعة القوم وخرجت إليك، وأنا أعلم أنه لا يوافي القيامة أحد من هذه الأمة إلا وهو يرجو شفاعة جدك محمد (عليه السلام) وأنا خائف إن أنا قاتلتك أن أخسر الدنيا والآخرة....
انظر الفتوح: ٣ / ٨٥ وما بعدها، الأخبار الطوال: ٢٤٩، تاريخ الطبري: ٤ / ٣٠٢، و: ٦ / ٢٢٨ وما بعدها، العامل لابن الأثير: ٤ / ٢٥ و ٥٥، و: ٢ / ٥٥٢ ط آخر، مقتل الحسين لأبي مخنف: ٨٤ وما بعدها، مقتل الحسين للخوارزمي: ١ / ٢٣٠، اللهوف: ٣٣، الارشاد للشيخ المفيد: ٢ / ٧٨ وما بعدها و ص ٢٢٤ ط قديم، بحار الأنوار: ٤٤ / ٣٧٦ وما بعدها أعيان الشيعة: ١ / ٥٩٦، تهذيب تاريخ دمشق لابن عساكر (ترجمة الإمام الحسين (عليه السلام)): ٢١٤، مثير الأحزان: ٤٤، إحقاق الحق: ١١ / ٦٠٥، ينابيع المودة: ٣ / ٦٢ ط أسوة وص ٤٠٦ ط إسلامبول، وقعة الطف: ١٧٠، عوالم العلوم: ١٧ / ٢٢٧، البداية والنهاية: ٨ / ١٨٧، معالم المدرستين: ٣ / ٨٥ وما بعدها، مقاتل الطالبيين: ١ / 111 - 112، مقاييس اللغة لابن فارس: 1 / 416 بلفظ: كتب ابن زياد إلى ابن سعد أن جعجع بالحسين... وهو خطأ كما ذكرنا ذلك سابقا في مناقشة رأي ابن قتيبة في الإمامة والسياسة، وكذلك في تهذيب اللغة للأزهري: 1 / 68.
وانظر منتهى الآمال: 1 / 607 وما بعدها.
(٨١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 805 806 807 808 809 811 812 813 814 815 816 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الفصل الثاني: في ذكر الحسن بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام) 685
2 فصل: في نسبه، وكنيته، ولقبه، وصفاته الحسنة 692
3 فصل: فيما ورد في حقه (عليه السلام) من رسول الله (صلى الله عليه وآله) 697
4 فصل: في علمه (عليه السلام) 702
5 فصل: في عبادته وزهادته (عليه السلام) 705
6 فصل: في جوده وكرمه (عليه السلام) 707
7 فصل: في شيء من كلامه (عليه السلام) 710
8 فصل: في ذكر طرف من أخباره (عليه السلام) ومدة خلافته 713
9 فصل: في ذكر وفاته ومدة عمره وإمامته (عليه السلام) 734
10 فصل: في ذكر أولاده (عليه السلام) 742
11 الفصل الثالث: في ذكر الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام) 753
12 فصل: في ذكر نسبه وكنيته ولقبه (عليه السلام) 755
13 فصل: فيما ورد في حقه (عليه السلام) من جهة النبي (صلى الله عليه وآله) 756
14 فصل: في علمه وشجاعته وشرف نفسه وسيادته (عليه السلام) 763
15 فصل: في ذكر كرمه وجوده (عليه السلام) 767
16 فصل: في ذكر شيء من محاسن كلامه وبديع نظامه (عليه السلام) 770
17 فصل: في ذكر مخرجه (عليه السلام) إلى العراق 776
18 فصل: في ذكر مصرعه ومدة عمره وإمامته (عليه السلام) 809
19 ذكر من قتل من أصحاب الحسين (عليه السلام) ومن أهل بيته ومواليه 842
20 فصل: في ذكر أولاده الكرام عليه وعليهم أفضل السلام 851
21 الفصل الرابع: في ذكر علي بن الحسين (عليهما السلام) 853
22 الفصل الخامس: في ذكر أبي جعفر محمد بن علي (عليهم السلام) 877
23 الفصل السادس: في ذكر أبي عبد الله جعفر الصادق (عليه السلام) 907
24 الفصل السابع: في ذكر أبي الحسن موسى الكاظم (عليه السلام) 931
25 الفصل الثامن: في ذكر أبي الحسن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) 965
26 ذكر ولاية العهد من المأمون لعلي بن موسى الرضا (عليه السلام) 1005
27 الفصل التاسع: في ذكر أبي جعفر محمد الجواد بن علي الرضا (عليهما السلام) 1033
28 الفصل العاشر: في ذكر أبي الحسن علي المعروف بالعسكري (عليه السلام) 1061
29 الفصل الحادي عشر: في ذكر أبي محمد الحسن الخالص بن علي العسكري (عليه السلام) 1077
30 الفصل الثاني عشر: في ذكر أبي القاسم محمد 1095
31 علامات قيام القائم ومدة أيام ظهوره (عليه السلام) 1123
32 الفهارس 1137
33 فهرس الآيات 1139
34 فهرس الأحاديث الشريفة 1157
35 فهرس الأسماء و الكنى و الألقاب 1205
36 فهرس المذاهب والفرق 1323
37 فهرس الجماعات والقبائل والأقوام 1327
38 فهرس الأماكن والبلدان 1335
39 فهرس الحوادث والغزوات والحروب والوقائع 1349
40 فهرس الأشعار 1353
41 فهرس المنابع والمآخذ 1369