الفصول المهمة في معرفة الأئمة - ابن الصباغ - ج ٢ - الصفحة ٨١٣
انصرفت من حيث أتيت (1)، فقال له الحر: [أنا] والله لم أعلم بشيء من هذه الكتب
(١) وردت هذه الخطبة والتي تسمى بالخطبة الأولى والتي جاءت بعد صلاة الظهر عند ما التقى الإمام الحسين (عليه السلام) مع الحر بن يزيد الرياحي. وقد فضلنا نقلها من بعض المصادر التاريخية لأهميتها وما فيها من المعاني، قال (عليه السلام):
أيها الناس، إنها معذرة إلى الله وإلى من حضر من المسلمين، إني لم أقدم على هذا البلد حتى أتتني كتبكم وقدمت علي رسلكم أن أقدم إلينا إنه ليس علينا إمام فلعل الله أن يجمعنا بك على الهدى، فإن كنتم على ذلك فقد جئتكم، فإن تعطوني ما يثق به قلبي من عهودكم ومن مواثيقكم دخلت معكم إلى مصركم، وإن لم تفعلوا وكنتم كارهين لقدومي عليكم انصرفت إلى المكان الذي أقبلت منه إليكم. قال:
فسكت القوم عنه ولم يجيبوا بشيء.
انظر الفتوح لابن أعثم: ٣ / ٨٦، مقتل الحسين للخوارزمي: ١ / ٢٣١ مع اختلاف بسبط ببعض الكلمات، الإرشاد للشيخ المفيد: ٢ / ٧٩ وص ٢٢٤ ط قديم، بحار الأنوار: ٤٤ / ٣٧٦ و ٣٨١، أعيان الشيعة: ١ / ٥٩٦، تاريخ الطبري: ٤ / ٣٠٣، و: ٦ / ٢٣٨ ط آخر، مقتل الحسين للمقرم: ١٨٣، و:
٤ / ٢٥، منتهى الآمال: ١ / ٦٠٨، عوالم العلوم: ١٧ / ٢٢٧، معالم المدرستين: ٣ / ٨٦ و ٨٧، الكامل في التاريخ: ٢ / ٥٥٢، إحقاق الحق: ١١ / ٦٠٥.
وهنالك خطبة أخرى ذكرتها المصادر السابقة. أيضا بعد صلاةالعصر التي صلاها الإمام الحسين (عليه السلام) بالعسكرين وهي:
أيها الناس، أنا ابن بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) ونحن أولى بولاية هذه الأمور عليكم من هؤلاء المدعين ما ليس لهم، والسائرين فيكم بالظلم والعدوان، فإن تثقوا بالله وتعرفوا الحق لأهله فيكون ذلك لله رضا، وإن كرهتمونا وجهلتم حقنا وكان رأيكم على خلاف ما جاءت به كتبكم وقدمت به رسلكم انصرفت عنكم.
انظر على سبيل المثال الفتوح: ٣ / ٨٧، وقعة الطف لأبي مخنف: ١٧٠، منتهى الآمال للشيخ عباس القمي: ٦٠٨، الارشاد للشيخ المفيد: ٢ / ٧٩.
وذكر أبو مخنف لوط بن يحيى في مقتل الحسين: ٨٥ الخطبة بلفظ آخر [قال: أيها الناس إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: من رأى سلطانا جائرا مستحلا لحرم الله ناكثا لعهد الله مخالفا لسنة رسول الله (صلى الله عليه وآله) يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان فلم يغير عليه بفعل ولاقول كان حقا على الله أن يدخله مدخله.... وإن الدنيا قد تغيرت وتنكرت، وأدبر معروفها واستمرت جدا، فلم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء، وخسيس عيش كالمرعى الوبيل... ألا ترون أن الحق لا يعمل به وأن الباطل لا يتناهى عنه....
وأضاف الطبري في تاريخه: ٣ / ٣٠٧، و: ٤ / ٣٠٥ ط آخر وابن عساكر (ترجمة الإمام الحسين (عليه السلام)): ٢١٤: فإني لا أرى الموت إلا شهادة - وفي بعض المصادر إلا سعادة - والحياة مع الظالمين إلا برما. وأضاف المجلسي في بحار الأنوار: ٧٨ / 116، والخوارزمي في مقتله: 1 / 237: إن الناس عبيد الدنيا والدين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درت معائشهم، فإذا محصوا بالبلاء قل الديانون.