عبد الله القسري، فأحرقه وأحرق معه خمسة من أتباعه (1).
فهذا شأن أهل الزيغ.
واستمر الأمر على ذلك، إلا أنهم سلكوا مسلك المكر والحيلة بإظهار الكب (2) على سماع الحديث، ويكثرون من ذكر أحاديث المتشابه ويجمعونها ويسردونها على الناس والعوام.
ثم كثرت المقالات في زمن الإمام أحمد وكثر القصاص، وتوجع هو وابن عيينة وغيرهما منهم، وكان الإمام أحمد يقول: كنت أود لو كان قصاصا صادقا نصوحا طيب السريرة.
(بدعة الكرامية والحنابلة) ونبغ في زمنه محمد بن كرام السجستاني، وترافق مع الإمام أحمد، وأظهر حسن الطريقة حتى وثقه هو وابن عيينة، وسمع الحديث الكثير، ووقف على التفاسير، وأظهر التقشف مع العفة ولين الجانب، وكان ملبوسه جلد ضأن غير مخيط، وعلى رأسه قلنسوة بيضاء، ثم أخذ حانوتا يبيع فيه لبنا، واتخذ قطعة فرو يجلس عليها، ويعظ ويذكر ويحدث ويتخشع.
حتى أخذ بقلوب العوام والضعفاء من الطلبة لو عظه وبزهده، حتى حصر من