مسه، علم ذلك المنزه فنزه قدسه، وجهله أعمى البصيرة المشبه، فتصور فيه جنسه، لأنه بجهله قاس الخالق - جل وعلا - على ما ألفه وأحسه، فتراكم عليه غبار التشبيه فضاعت المحسة.
وأما المعطل فجحد صفاته، فما أغباه وما أخسه، وإذا كان الأمر كذلك فادفع المعطل بيديك النقية، وألحق بالمشبه دفعة ورفسة.
مبحث الرد على ابن تيمية في قوله بفناء النار واعلم: أنه انتقد عليه: زعمه: أن النار تفنى، وأن الله تعالى يفنيها، وأنه جعل لها أمدا تنتهي إليه وتفنى، ويزول عذابها.
وهو مطالب أين قال الله عز وجل؟ وأين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وصح عنه؟
وقد سفه الله تعالى ذكره في كتابه العزيز، كما سفهه في تنزيهه لنفسه.
وأتى بأمور إقناعية (1)، صادم بها النصوص الصريحة في دوام العذاب عليهم:
فمن ذلك قوله تعالى: {إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب}.
تبدل في كل ساعة مائة مرة.
وقال الحسن: تأكلهم النار كل يوم سبعين ألف مرة.
وقال الحسن: تأكلهم النار كل يوم سبعين ألف مرة.
(إن الله كان عزيزا)، أي شديد النقمة على من عصاه.
وقيل: العزيز الشديد القادر القوي.
وقيل: الغالب الذي لا يغلب، والقاهر الذي لا نظير له.
وقيل: معناه المعز، فيكون فعيل بمعنى مفعل، كالأليم بمعنى المؤلم ونحوه.