صلى الله عليه وسلم لعل الله يرزقنا شهادة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذا أسيافهما ثم خرجا حتى دخلا في الناس ولم يعلم بهما فأما ثابت بن وقش فقتله المشركون وأما حسيل بن جابر فاختلفت عليه أسياف المسلمين فقتلوه ولا يعرفونه فقال حذيفة أبى والله أبى قالوا والله ان عرفناه وصدقوا فقال حذيفة يغفر الله لكم وهو ارحم الراحمين فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يديه فتصدق حذيفة بديته على المسلمين فزاده عند رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرا. قال ابن إسحاق وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة قال كان فينا رجل أتى (1) ولا ندري ممن هو يقال له قزمان وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكره يقول إنه لمن أهل النار. قال فلما كان يوم أحد قاتل قتالا شديدا فقتل وحده ثمانية أو سبعة من المشركين. وكان ذا بأس فأثبتته الجراحة فاحتمل إلى دار بنى ظفر قال فجعل رجال من المسلمين يقولون والله لقد أبليت اليوم يا قزمان فأبشر قال بماذا أبشر فوالله ان قاتلت الا على أحساب قومي ولولا ذلك لما قاتلت قال فلما اشتدت عليه جراحته أخذ سهما من كنانته فقتل به نفسه. وكان ممن قتل يومئذ مخيريق وقد تقدم خبره، وكان الحارث بن سويد بن الصامت منافقا لم ينصرف مع عبد الله بن أبي في حين انصرافه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مع جماعته عن غزوة أحد. ونهض مع المسلمين فلما التقى المسلمون والمشركون عدا على المجذر بن زياد وعلى قيس بن زيد أحد بنى ضبيعة فقتلهما وفر إلى الكفار وكان المجذر قد قتل في الجاهلية سويد بن الصامت والد الحرث المذكور في بعض حروب الأوس والخزرج. ثم إن الحرث رجع إلى المدينة إلى قومه وأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر من السماء ونزل جبريل عليه فأخبره ان الحرث بن سويد قدم فانهض إليه واقتص منه لمن قتله من المسلمين غدرا يوم أحد فنهض رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قباء في وقت لم يكن يأتيهم فيه فخرج إليه الأنصار أهل قباء في جماعتهم وفى جملتهم الحرث بن سويد وعليه ثوب مورس فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عويم بن ساعدة بضرب عنقه فقال الحرب لم يا رسول الله فقال بقتلك المجذر بن زياد وقيس بن زيد فما راجعه
(٤٢٢)