من ولى منهم يومئذ، قال موسى بن عقبة ولما فقد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رجل منهم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قتل فارجعوا إلى قومكم فيؤمنونكم قبل ان يأتوكم فيقتلوكم فإنهم داخلوا البيوت وقال رجل منهم لو كان لنا من الامر شئ ما قتلنا ههنا وقال آخرون إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قتل أفلا تقاتلون على دينكم وعلى ما كان عليه نبيكم حتى تلقوا الله عز وجل شهداء منهم انس بن ملك بن النضر شهد له بها سعد بن معاذ عند رسول الله صلى الله عليه وسلم. قلت كذا وقع في هذا الخبر انس بن مالك بن النضر وانما هو انس بن النضر عم انس بن ملك بن النضر. رجع إلى خبر ابن سعد وثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يزول يرمى عن قوسه حتى صارت شظايا ويرمى بالحجر وثبت معه عصابة من أصحابه أربعة عشر رجلا سبعة من المهاجرين فيهم أبو بكر الصديق وسبعة من الأنصار حتى تحاجزوا. وروى البخاري لم يبق مع النبي صلى الله عليه وسلم الا اثنا عشر رجلا. وعن أبي طلحة غشينا النعاس ونحن في مصافنا يوم أحد فجعل سيفي يسقط من يدي وآخذه ويسقط وآخذه وكان يوم يوم بلاء وتمحيص أكرم الله فيه من أكرم من المسلمين بالشهادة حتى خلص العدو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقذف بالحجارة حتى وقع لشقه وأصيبت رباعيته وشج في وجهه وكلمت (1) شفته وكان الذي اصابه عتبة بن أبى وقاص.
قال ابن إسحاق فحدثني حميد الطويل عن انس بن ملك قال كسرت رباعية النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد وشج وجهه فجعل الدم يسيل على وجهه وجعل يمسح الدم وهو يقول كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم وهو يدعوهم إلى ربهم فأنزل الله تبارك وتعالى في ذلك (ليس لك من الامر شئ أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون) قال ابن هشام وذكر لي ربيح (2) بن عبد الرحمن بن أبى سعيد الخدري عن أبيه عن أبي سعيد الخدري ان عتبة بن أبى وقاص رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ فكسر رباعيته اليمنى السفلى وجرح شفته السفلى وان عبد الله بن شهاب الزهري شجه في وجهه وان ابن قمئة جرح وجنته فدخلت