حلقتان من المغفر في وجنته ووقع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حفرة من الحفر التي عمل أبو عامر ليقع فيها المسلمون وهم لا يعلمون فأخذ علي بن أبي طالب بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم ورفعه طلحة بن عبد الله حتى استوى قائما ومص ملك بن سنان أبو أبي سعيد الخدري الدم من وجهه ثم ازدرده (1) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مس دمى دمه لم تصبه النار. وذكر عبد العزيز ابن محمد الدراوردي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من سره ان ينظر إلى شهيد يمشى على وجه الأرض فلينظر إلى طلحة بن عبد الله. وعن عيسى بن طلحة عن عائشة عن أبي بكر الصديق ان أبا عبيدة بن الجراح نزع إحدى الحلقتين من وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فسقطت ثنيته ثم نزع الأخرى فسقطت ثنيته الأخرى فكان ساقط الثنيتين. وروينا عن ابن عائذ قال أنا الوليد بن مسلم قال فحدثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر أن الذي رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأحد فجرحه في وجهه قال لما رماه فأصابه خذها وأنا ابن قمئة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقماك الله عز وجل، قال ابن جابر انصرف ابن قمئة من ذلك اليوم إلى أهله فخرج إلى غنمه فوافاها على ذروة جبل فأخذ فيها يعترض عليها ويشد عليه تيسها فنطحه نطحة أرداه من شاهقة الجبل فتقطع. قال ابن إسحاق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين غشيه القوم من رجل يشترى لنا نفسه كما حدثني الحصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ عن محمود بن عمر وقال فقام زياد بن السكن في نفر خمسة من الأنصار وبعض الناس يقول إنما هو عمارة بن يزيد بن السكن فقاتلوا دون رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا رجلا يقتلون دونه حتى كان آخرهم زيادا وعمارة فقاتل حتى أثبته الجراحة، ثم فاءت فيئة من المسلمين فأجهضوهم عنه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أدنوه منى فأدنوه منه فوسده قدمه فمات وخده على قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال ابن هشام فقالت أم عمارة نسيبة بنت كعب المازنية يوم أحد فذكر سعيد بن أبي يزيد الأنصاري ان أم سعيد ابنة سعد بن الربيع كانت تقول دخلت على أم عمارة فقلت يا خالة أخبريني خبرك فقالت خرجت أول النهار وأنا أنظر ما يصنع النساء ومعي سقاء
(٤١٨)