استصغرني فردني وخلفني في حرس المدينة في نفر ردهم منهم زيد بن ثابت وعرابة بن أوس ورافع بن خديج وكان رافع أطولنا يومئذ فأنفذه النبي صلى الله عليه وسلم فلم يرده معنا وكانت غزوة الخندق وانا ابن خمس عشرة سنة وأنفذني فغزوت معه فلما حدث هذا الحديث دعا كاتبه فقال أعجل على كاتبا إلى الأمصار كلها فان رجالا يقدمون إلى يستفرضون لأبنائهم وإخوانهم فانظروا من فرضت له فاسألوهم عن أسنانهم فمن كان منهم ابن خمس عشرة سنة فافرضوا له في المقاتلة ومن كان دون ذلك فافرضوا له في الذرية. كذا وقع في هذا الخبر أوس بن عرابة وإنما هو عرابة بن أوس وأبوه أوس بن قيظي كان من كبار المنافقين وهو أحد القائلين إن بيوتنا عورة. وعرابة الذي يقول فيه الشماخ بن ضرار:
رأيت عرابة الأوسي يسمو * إلى الخيرات منقطع القرين إذا ما راية رفعت لمجد * تلقاها عرابة باليمين وقد رد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد أيضا البراء بن عازب وأبا سعيد الخدري وزيد بن أرقم وسعد بن عقيب بن عمرو بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة الأنصاري الحارثي وسعد بن حبتة (1) جد أبى يوسف الفقيه وهو سعد بن بحير (2) ابن معاوية حليف بنى عمرو بن عوف امه حبتة بنت مالك وزيد بن جارية من بنى عمرو بن عوف، وذكره ابن أبي حاتم فيمن اسم أبيه على حرف الحاء يعنى ابن حارثة فوهم في ذلك وهو أخو مجمع بن جارية وجابر بن عبد الله. وليس بالذي يروى عنه الحديث. قال ابن إسحاق وتعبأت قريش وهم ثلاثة آلاف رجل