وهو يقول اشتد غضب الله على من دمى وجه نبيه. فحدثني صالح بن كيسان عن من حدثه عن سعد بن أبي وقاص أنه كان يقول والله ما حرصت على قتل رجل قط حرصي على قتل عتبة بن أبي وقاص وإن كان ما علمت لسئ الخلق مبغضا في قومه ولقد كفاني منه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم اشتد غضب الله على من دمى وجه رسوله (1). قال ابن إسحاق فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الشعب معه أولئك النفر من أصحابه إذ علت عالية من قريش الجبل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم انه لا ينبغي لهم ان يعلونا فقاتل عمر بن الخطاب ورهط من المهاجرين حتى أهبطوهم من الجبل. ونهض رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى صخرة من الجبل ليعلوها وقد كان بدن رسول الله صلى الله عليه وسلم وظاهر بين درعين فلما ذهب لينهض لم يستطع فجلس تحته طلحة بن عبيد الله فنهض به حتى استوى عليها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كما حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن عبد الله بن الزبير بن العوام قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يومئذ أوجب طلحة حين صنع برسول الله صلى الله عليه وسلم ما صنع. قال ابن هشام وبلغني عن عكرمة عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يبلغ الدرجة المبنية في الشعب وذكر عمر مولى غفرة ان النبي صلى الله عليه وسلم صلى الظهر يوم أحد قاعدا من الجراح التي أصابته وصلى المسلمون خلفه قعودا. قال ابن إسحاق وقد كان الناس انهزموا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتهى بعضهم إلى المنعى دون الأعوص. وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد قال فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أحد رفع حسيل بن جابر وهو اليمان أبو حذيفة بن اليمان وثابت بن وقش في الآطام (2) مع النساء والصبيان فقال أحدهما لصاحبه وهما شيخان كبيران لا أبالك ما ننتظر فوالله ان بقى لواحد منا من عمره إلا ظمء حمار (3) انما نحن هامة اليوم أو غدا أفلا نأخذ أسيافنا ثم نلحق برسول الله
(٤٢١)