حيث نزلوا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسلمين: إني قد رأيت والله خيرا. رأيت بقرا تذبح ورأيت في ذباب سيفي ثلما ورأيت أنى أدخلت يدي في درع حصينة فأولتها المدينة. وعن ابن هشام فأما البقر فناس من أصحابي يقتلون وأما الثلم الذي رأيت في سيفي فهو رجل من أهل بيتي يقتل وقال ابن عقبة ويقول رجال كان الذي رأى بسيفه الذي أصاب وجهه فان العدو أصابوا وجهه صلى الله عليه وسلم يومئذ وقصموا رباعيته وجرحوا شفته وسيأتى ذكر من فعل ذلك. وعن ابن عائذ أن الرؤيا كانت ليلة الجمعة. رجع إلى الأول قال ابن إسحاق قال يعنى النبي صلى الله عليه وسلم فان رأيتم ان تقيموا بالمدينة وتدعوهم حيث نزلوا فان أقاموا أقاموا بشر مقام وان هم دخلوا علينا قاتلناهم فيها، وكان رأى عبد الله بن أبي بن سلول مع رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى أن لا يخرج إليهم فقال رجل من المسلمين ممن أكرم الله بالشهادة يوم أحد وغيره ممن فاته بدر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرج بنا إلى أعدائنا لا يرون أنا جبنا عنهم وضعفنا فلم يزالوا برسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دخل فلبس لامته (1) وذلك يوم الجمعة حين فرغ من الصلاة وقد مات في ذلك اليوم رجل من الأنصار يقال له مالك بن عمرو أحد بنى النجار فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم خرج إليهم وقد ندم الناس وقالوا استكرهنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يكن لنا ذلك فلما خرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا يا رسول الله استكرهناك ولم يكن لنا ذلك فان شئت فاقعد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ينبغي للنبي إذا لبس لامته ان يضعها حتى يقاتل فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في ألف من أصحابه. قال ابن هشام واستعمل ابن أم مكتوم على الصلاة بالناس، قال ابن إسحاق حتى إذا كانوا بالشوط بين المدينة وأحد انخزل (2) عنه عبد الله بن أبي بثلث الناس وقال أطاعهم وعصاني ما ندري على ما نقتل أنفسنا فرجع بمن تبعه من قومه من أهل النفاق والريب واتبعهم عبد الله بن عمرو بن حرام يقول يا قوم أذكركم الله أن تخذلوا قومكم ونبيكم عندما حضر
(٤٠٧)