في ثنته ثم تحاملت عليه حتى بلغ عانته فوقع عدو الله وقد أصيب الحرث بن أوس بن معاذ فجرح في رأسه وفى رجله أصابه بعض أسيافنا قال فخرجنا حتى سلكنا على بنى أمية بن زيد ثم على بني قريظة ثم على بعاث حتى أسندنا في حرة العريض وقد أبطأ علينا صاحبنا الحرث بن أوس ونزفه الدم فوقفنا له ساعة ثم أتانا يتبع آثارنا فاحتملناه فجئنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر الليل وهو قائم يصلى فسلمنا عليه فخرج إلينا فأخبرناه بمقتل عدو الله وتفل على جرح صاحبنا ورجعنا إلى أهلنا فأصبحنا وقد خافت يهود لوقعتنا بعدو الله فليس بها يهودي إلا وهو يخاف على نفسه. انتهى خبر ابن إسحاق، وقال عباد بن بشر في ذلك شعرا:
صرخت به فلم يعرض لصوتي * وأوفى طالعا من رأس جدر (1) فعدت له فقال من المنادى * فقلت أخوك عباد بن بشر وهذى درعنا رهنا فخذها * لشهر إن وفى أو نصف شهر فقال معاشر سغبوا وجاعوا * وما عدموا الغنى من غير فقر فأقبل نحونا يهوى سريعا * وقال لنا لقد جئتم لأمر وفى أيماننا بيض حداد * مجربة بها الكفار نفرى فعانقه ابن مسلمة المردي * به الكفار كالليث الهزبر وشد بسيفه صلتا عليه * فقطره أبو عبس بن جبر وكان الله سادسنا فأبنا * بأنعم نعمة وأعز نصر وجاء برأسه نفر كرام * هم ناهيك من صدق وبر واستشهد عباد بن بشر يوم اليمامة، وذكر موسى بن عقبة عن ابن شهاب