وقذفوا عليه الحجارة من خلف الحائط حتى واروه. وذكر محمد بن جرير الطبري في تاريخه ان العدسة قرحة كانت العرب تتشاءم بها ويرون انها تعدى أشد العدوي فلما أصابت أبا لهب تباعد عنه بنوه وبقى بعد موته ثلاثا لا تقرب جنازته ولا يحاول دفنه فلما خافوا السبة في تركه حفروا له ثم دفعوه بعود في حفرته وقذفوه بالحجارة من بعيد حتى واروه. ويروى ان عائشة رضي الله عنها كانت إذا مرت بموضعه ذلك غطت وجهها قال ابن إسحاق: وحدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عباد قال ناحت قريش على قتلاهم ثم قالوا د تفعلوا فيبلغ محمدا وأصحابه فيشمتوا بكم ولا تبعثوا في أسراكم حتى تستأنسوا بهم لا يأرب عليكم محمد وأصحابه في الفداء.
قال ابن عقبة أقام النوح شهرا. قال ابن إسحاق وكان الأسود بن المطلب قد أصيب له ثلاثة من ولده زمعة بن الأسود وعقيل بن الأسود والحرث بن زمعة وكان يحب ان يبكى على بنيه قال فبينا هو كذلك إذ سمع صوت نائحة من الليل فقال لغلام له وقد ذهب بصره انظر هل أحل النحب هل بكت قريش على قتلاها لعلى ابكى على أبى حكيمة يعنى زمعة فان جوفي قد احترق قال فلما رجع إليه الغلام قال انما هي امرأة تبكى على بعير لها أضلته قال فذلك حين يقول الأسود أتبكى ان يضل لها بعير * وتمنعها من النوم السهود فلا تبكى على بكر ولكن * على بدر تقاصرت الجدود وكان في الأسارى أبو وداعة بن ضبيرة السهمي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان له بمكة ابنا كيسا تاجرا ذا مال يعين المطلب وكأنكم به قد جاء في طلب فداء أبيه قال قالت قريش لا تعجلوا بفداء أساراكم لا يأرب (1) عليكم محمد