أخو مصعب لأبيه وامه في الأسارى فقال مر بي اخى مصعب ورجل من الأنصار يأسرني فقال له شد يديك به فان امه ذات متاع لعلها تفديه منك فكنت في رهط من الأنصار حين اقبلوا بي من بدر فكانوا إذا قدموا غداءهم وعشاءهم خصوني بالخبز وأكلوا التمر لوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم إياهم بنا ثم فدى بأربعة آلاف درهم وهى أعلى الفداء. وذكر قاسم بن ثابت في دلائله ان قريشا لما توجهت إلى بدر مر هاتف من الجن على مكة في اليوم الذي وقع بهم المسلمون وهو ينشد بأبعد صوت ولا يرى شخصه: ازار الحنيفيون بدرا وقيعة * سينقض منها ركن كسرى وقيصرا ابادت رجالا من قريش وأبرزت * خرائد يضربن الترائب حسرا فيا ويح من امسى عدو محمد * لقد جار عن قصد الهوى وتحيرا فقال قائلهم من الحنفيون فقالوا هو محمد وأصحابه يزعمون أنهم على دين إبراهيم الحنيف، ثم لم يلبث النفر ان جاءهم الخبر.
رجع إلى الأول: وكان أول من قدم بمصابهم الحيسمان (1) بن عبد الله الخزاعي وكان يسمى ابن عبد عمرو واسلم بعد ذلك فقال قتل عتبة وشيبة وأبو الحكم وأمية وفلان فقال صفوان بن أمية وهو جالس في الحجر والله ان يعقل هذا فسلوه عنى فسألوه فقال هو ذاك جالسا في الحجر وقد رأيت أباه وأخاه حين قتلا.