فتبدى لهم إبليس في صورة سراقة بن مالك بن جعشم الكناني المدلجي وكان من اشراف بنى كنانة فقال انا جار لكم من أن تأتيكم كنانة من خلفكم بشئ تكرهونه فخرجوا سراعا. وذكر ابن عقبة وابن عائذ في هذا الخبر واقبل المشركون ومعهم إبليس لعنه الله في صورة سراقة يحدثهم ان بنى كنانة وراءه وقد اقبلوا لنصرهم وان لا غالب لكم اليوم من الناس وانى جار لكم. قال ابن إسحاق وعمير بن وهب أو الحرث بن هشام كان الذي رآه حين نكص على عقبيه عند نزول الملائكة وقال انى أرى ما لا ترون فلم يزل حتى اوردهم ثم أسلمهم ففي ذلك يقول حسان:
سرنا وساروا إلى بدر لحينهم * لو يعلمون يقين العلم ما ساروا دلاهم بغرور ثم أسلمهم * ان الخبيث لمن والاه غرار في أبيات ذكرها.
قال ابن إسحاق: وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة في ليال مضت من شهر رمضان في أصحابه، قال ابن هشام لثمان ليال خلون منه، وقال ابن سعد يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت منه بعد ما وجه طلحة بن عبيد الله وسعيد بن زيد بعشر ليال وضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم عسكره بئر أبى عنبة وهى على ميل من المدينة فعرض أصحابه ورد من استصغر وخرج في ثلاثمائة رجل وخمسة نفر كان المهاجرون منهم أربعة وستين رجلا وسائرهم من الأنصار وثمانية تخلفوا لعذر ضرب لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهامهم وأجورهم ثلاثة من المهاجرين عثمان بن عفان خلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابنته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت مريضة فأقام عليها حتى ماتت وطلحة وسعيد بن زيد