وهب بن جرير فانصرفنا من عنده فمررنا بيحيى القطان فقال أين كنتم فقلنا كنا عند وهب بن جرير يعنى نقرأ عليه كتاب المغازي عن أبيه عن ابن إسحاق فقال تنصرفون من عنده بكذب كثير، وقال عباس الدوري سمعت أحمد بن حنبل وذكر محمد بن إسحاق فقال أما في المغازي وأشباهه فيكتب وأما في الحلال والحرام فيحتاج إلى مثل هذا ومديده وضم أصابعه، وروى الأثرم عن أحمد كثير التدليس جدا أحسن حديثه عندي ما قال أخبرني وسمعت، وعن ابن معين ما أحب ان أحتج به في الفرائض. وقال ابن أبي حاتم ليس بالقوى ضعيف الحديث وهو أحب إلى من أفلح ابن سعيد يكتب حديثه، وقال سليمان التيمي كذاب وقال يحيى القطان ما تركت حديثه إلا لله أشهد أنه كذاب وقد قال يحيى بن سعيد قال لي وهيب بن خالد أنه كذاب قلت لوهيب ما يدريك قال قال لي مالك أشهد أنه كذاب قلت لمالك ما يدريك قال قال لي هشام بن عروة أشهد أنه كذاب قلت لهشام ما يدريك قال حدث عن امرأتي فاطمة الحديث. قلت والكلام فيه كثير جدا وقد قال أبو بكر الخطيب قد احتج بروايته في الاحكام قوم من أهل العلم وصدف عنها آخرون وقال في موضع آخر قد أمسك عن الاحتجاج بروايات ابن إسحاق غير واحد من العلماء لأسباب منها أنه كان يتشيع وينسب إلى القدر ويدلس وأما الصدق فليس بمدفوع عنه إنتهى كلام الخطيب. وقد استشهد به البخاري. وأخرج له مسلم متابعة واختار أبو الحسن بن القطان أن يكون حديثه من باب الحسن لاختلاف الناس فيه. وأما روايته عن فاطمة فروينا عن أبي بكر الخطيب قال أنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم ثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو بدمشق ثنا أحمد بن خالد الوهبي ثنا محمد بن إسحاق عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء بنت أبي بكر قالت سمعت امرأة وهى تسأل النبي صلى الله عليه وسلم فقالت إن لي ضرة وأنى أتشبع من زوجي بما لم يعطنيه
(٢١)