حتى مات ببغداد ليلة الثلاثاء لاحدى عشرة ليلة خلت من ذي الحجة سنة سبع ومائتين ودفن يوم الثلاثاء في مقابر الخيزران وهو ابن ثمان وسبعين سنة وذكر انه ولد سنة ثلاثين ومائة في آخر خلافة مروان بن محمد. وكان عالما بالمغازي واختلاف الناس وأحاديثهم، وقال محمد بن خلاد سمعت محمد بن سلام الجمحي يقول: محمد بن عمر الواقدي عالم دهره. وقال إبراهيم الحربي: الواقدي آمن الناس على أهل الاسلام وقال الحربي أيضا كان الواقدي اعلم الناس بأمر الاسلام فأما الجاهلية فلم يعمل فيها شيئا، وقال يعقوب بن شيبة لما انتقل الواقدي من الجانب الغربي إلى ها هنا يقال إنه حمل كتبه على عشرين ومائة وقر وقيل كانت كتبه ستمائة قمطر (1) وقال محمد بن جرير الطبري قال ابن سعد كان الواقدي يقول ما من أحد الا وكتبه أكثر من حفظه وحفظي أكثر من كتبي. وروى غيره عنه قال ما أدركت رجلا من أبناء الصحابة وأبناء الشهداء ولا مولى لهم إلا سألته هل سمعت أحدا من أهلك يخبرك عن مشهده وأين قتل فإذا أعلمني مضيت إلى الموضع فأعاينه ولقد مضيت إلى المريسيع فنظرت إليها، وما علمت غزاة إلا مضيت إلى الموضع حتى أعاينه أو نحو هذا الكلام، وقال ابن منيع سمعت هارون الفروي يقول رأيت الواقدي بمكة ومعه ركوة فقلت أين تريد قال أريد أن أمضى إلى حنين حتى أرى الموضع والوقعة، وقال إبراهيم الحربي سمعت المسيبي يقول رأيت الواقدي يوما جالسا إلى أسطوانة في مسجد المدينة وهو يدرس فقلنا له أي شئ تدرس فقال حزبي من المغازي. وروينا عن أبي بكر الخطيب قال وأنا الأزهري قال أنا محمد بن العباس قال أنا أبو أيوب قال سمعت إبراهيم الحربي يقول وأخبرني إبراهيم بن عمر البرمكي ثنا عبيد الله بن محمد بن محمد بن حمدان العكبري ثنا محمد ابن أيوب بن المعافى قال قال إبراهيم الحربي سمعت المسيبي يقول قلنا للواقدي
(٢٧)