وأراده قوم من الخزرج على النزول عليهم فقال المرء مع رحله فكان مقامه في منزل أبى أيوب سبعة أشهر ونزل عليه تمام الصلاة بعد مقدمه بشهر ووهبت الأنصار لرسول الله صلى الله عليه وسلم كل فضل كان في خططها (1) وقالوا يا نبي الله إن شئت فخذ منازلنا فقال لهم خيرا قالوا وكان أبو أمامة أسعد بن زرارة يجمع بمن يليه في مسجد له فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى فيه ثم إنه سأله أسعد أن يبيعه أرضا متصلة بذلك المسجد كانت في يده ليتيمين في حجره يقال لهما سهل وسهيل ابنا رافع بن عمرو بن عائذ بن ثعلبة بن غنم كذا نسبهما البلاذري وهو يخالف ما سبق عن ابن إسحاق وغيره والأول أشهر، قال فعرض عليه أن يأخذها ويغرم عنه لليتيمين ثمنها فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك وابتاعها منهما بعشرة دنانير أداها من مال أبى بكر ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر باتخاذ اللبن فاتخذ وبنى به المسجد ورفع أساسه بالحجارة وسقف بالجريد وجعلت عمده جذوعا فلما استخلف أبو بكر لم يحدث فيه شيئا واستخلف عمر فوسعه فكلم العباس بن عبد المطلب في بيع داره ليزيدها يه فوهبها العباس لله والمسلمين فزادها عمر في المسجد ثم إن عثمان بناه في خلافته بالحجارة والغصة وجعل عمدة حجارة وسقفه بالسلاج وزاد فيه ونقل إليه الحصباء من العقيق. وكان أول من اتخذ فيه المقصورة مروان بن الحكم بناها بحجارة منقوشة ثم لم يحدث فيه شئ إلى أن ولى الوليد بن عبد الملك بن مروان بعد أبيه فكتب إلى عمر بن عبد العزيز وهو عامله على المدينة يأمره بهدم المسجد وبنائه وبعث إليه بمال وفسيفساء ورخام وبثمانين صانعا من الروم والقبط من أهل الشام ومصر فبناه وزاد فيه وولى القيام بأمره والنفقة عليه صالح بن كيسان وذلك في سنة سبع وثمانين، ويقال في سنة ثمان وثمانين ثم لم يحدث فيه أحد من الخلفاء شيئا حتى استخلف المهدى. قال الواقدي بعث
(٢٥٨)