رأيت ثانيا وسمعت عليا يقول لا يفوتنكم الرجل وشد عليه الناس من كل جانب فلم أبرح حتى أخذ وأدخل على علي فدخلت فسمعت عليا يقول النفس بالنفس فان هلكت فاقتلوه كما قتلني فان بقيت رأيت فيه رأيي.
ودخل الناس على الحسن فزعين وابن ملجم مكتوف بين يديه فنادت أم كلثوم بنت علي أي عدو الله انه لا بأس على أمير المؤمنين والله مخزيك فقال لعنه الله على ما تبكين إذا والله لقد اشتريته بألف وسممته بألف ولو كانت هذه الضربة بجميع أهل المصر ما بقى منهم أحد.
قال ودعى علي حسنا وحسينا عليهما السلام فقال أوصيكما بتقوى الله ولا تبغيا الدنيا وان بغتكما ولا تبكيا على شئ زوى عنكما وقولا بالحق وارحما اليتيم وأعينا الضائع واصنعا للأخرى وكونا للظالم خصما وللمظلوم ناصرا اعملا بما في كتاب الله ولا تأخذكما في الله لومه لائم ثم نظر إلى محمد بن الحنفية فقال هل حفظت ما أوصيت به أخويك قال نعم قال فإني أوصيك بمثله وأوصيك بتوقير أخويك لعظم حقهما عليك فلا توثق أمرا دونهما ثم قال أوصيكما به فإنه شقيقكما وابن أبيكما وقد علمتما أن أباكما كان يحبه وقال للحسن أوصيك يا بنى بتقوى الله وإقام الصلاة لوقتها وإيتاء الزكاة عند محلها فإنه لا صلاة إلا بطهور ولا تقبل الصلاة ممن منع الزكاة وأوصيك بعفو الذنب وكظم الغيظ وصلة الرحم والحلم عن الجاهل والتفقه في الدين والتثبت في الأمور والتعاهد للقرآن وحسن الجوار والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر واجتناب الفواحش فلما حضرته الوفاة أوصى فكانت وصيته عليه السلام:
بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أوصى به علي بن أبي طالب أوصى أنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله أرسله