لو كان غير علي كان أهون علي قد عرفت بلاءه في الإسلام وسابقته مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم وما أجدني أنشرح لهذا قال ألم تعلم أنه قتل أهل النهر العباد المصلين قال بلى قال فنقتله بمن قتل من إخواننا.
فأجابه فجاؤوا حتى دخلوا على قطام وهي في المسجد الأعظم معتكفة فيه فقالوا لها قد أجمع رأينا على قتل علي بن أبي طالب قالت فإذا أردتم ذلك فأتوني ثم عادوا ليلة الجمعة التي قتل علي في صبيحتها سنة أربعين فقال هذه الليلة التي وعدت فيها صاحبي أن يقتل كل واحد منا صاحبه فأخذوا أسيافهم وجلسوا مقابل السدة التي يخرج منها علي فلما خرج شد عليه شبيب فضربه بالسيف فوقع سيفه بعضادة الباب أو بالطاق وضربه ابن ملجم بالسيف وهرب وردان فدخل منزله ودخل عليه رجل من بني أمية ورأى سيفه فسأله فعرفه فقتله وخرج شبيب نحو أبواب كندة فلقيه رجل من حضرموت وفي يد شبيب السيف فقبض عليه الحضرمي وأخذ سيفه فلما رأى الناس قد أقبلوا في طلبه وسيف شبيب في يده خاف على نفسه فتركه فنجا في غمار الناس.
فشدوا على ابن ملجم فأخذوه وشد عليه رجل من همدان فضرب رجله فصرعه وتحامل علي عليه السلام فصلى بالناس الغداة وقال على بالرجل فأدخل عليه فقال أي عدو الله ألم أحسن إليك قال بلى قال فما حملك على هذا قال شحذته أربعين صباحا وسألت الله أن يقتل به شر خلقه قال على فلا أراك إلا مقتولا به وما أراك إلا من شر خلق الله عز وجل.
فذكروا أن محمد بن حنيف قال والله إني لأصلي تلك الليلة في رجال كثير من المصر قريبا من السدة من أول الليل إلى آخره إذ خرج علي لصلاة الغداة فجعل ينادى أيها الناس الصلاة الصلاة فنظرت إلى بريق السيوف وسمعت قائلا يقول الحكم لله لا لك يا علي ولا لأصحابك فرأيت سيفا ثم