فيها ولكن كرهنا أن نعلمه بخروجه من المدينة لئلا يسوءه ذلك لعلمهم بكراهتنا لخروجهم عنا.
وكان علي بن جعفر رضي الله عنه راوية للحديث سديد الطريق شديد الورع كثير الفضل ولزم أخاه موسى بن جعفر عليه السلام وروى عنه شيئا كثيرا.
وكان العباس بن جعفر رحمه الله فاضلا نبيلا وكان موسى بن جعفر أجل ولد أبى عبد الله عليه السلام قدرا وأعظمهم محلا وأبعدهم في الناس صيتا ولم ير في الناس وفي زمانه أسخى منه ولا أكرم نفسا وعشرة وكان أعبد أهل زمانه وأورعهم وأفقههم وأعلمهم واجتمع جمهور شيعة أبيه على القول بإمامته والتعظيم لحقه والتسليم لأمره ورووا عن أبيه الصادق عليه السلام نصوصا عليه بالإمامة وإشارات إليه بالخلافة وأخذوا عنه معالم دينهم ورووا عنه من الآيات والمعجزات ما يقطع بها على حجته وصواب القول بإمامته انتهى كلام الشيخ المفيد رضي الله عنه.
وقال الحافظ أبو نعيم رحمه الله ومنهم الامام الناطق أبو عبد الله جعفر ابن محمد الصادق عليه السلام أقبل على العبادة والخضوع وأثر العزلة والخشوع ولها عن الرئاسة والجموع وقيل إن التصوف انتفاع بالنسب ارتفاع بالسبب عن عمرو بن أبي المقدام قال كنت إذا نظرت إلى جعفر بن محمد علمت أنه من سلالة النبيين وروى عن مالك بن أنس عن جعفر بن محمد عليه السلام أن سفيان الثوري دخل عليه وسأله الحديث فقال جعفر أحدثك وما كثرة الحديث لك بخير يا سفيان إذا أنعم الله عليك بنعمة فأحببت بقاءها ودوامها فأكثر