وما من شئ أحب إلى الله من أن يسأل ولا يدفع القضاء إلا الدعاء وان أسرع الخير ثوابا البر وأسرع الشر عقوبة البغي وكفى بالمرء عيبا أن يبصر من الناس ما يعمى عنه من نفسه وأن يأمر الناس بما لا يفعله وأن ينهى الناس عما لا يستطيع التحول عنه وأن يؤذى جليسه بما لا يعنيه.
وقال عبد الله بن الوليد قال لنا أبو جعفر يوما أيدخل أحدكم يده كم صاحبه فيأخذ ما يريد قلنا لا قال فلستم إخوانا كما تزعمون وقالت سلمى مولاة أبى جعفر كان يدخل عليه اخوانه فلا يخرجون من عنده حتى يطعمهم الطعام الطيب ويكسوهم الثياب الحسنة ويهب لهم الدراهم فأقول له في ذلك ليقل منه فيقول يا سلمى ما حسنة الدنيا إلا صلة الإخوان والمعارف وكان عليه السلام يجيز بخمسمائة والستمائة إلى الألف وكان لا يمل من مجالسة اخوانه.
وقال الأسود بن كثير شكوت إلى أبى جعفر الحاجة وجفاء الإخوان فقال بئس الأخ أخ يرعاك غنيا ويقطعك فقيرا ثم أمر غلامه فأخرج كيسا فيه سبعمائة درهم فقال استنفق هذه فإذا فرغت فأعلمني وقال أعرف المودة لك في قلب أخيك بما له في قلبك ونقل عن ابن الزبير محمد بن مسلم المكي أنه قال كنا عند جابر بن عبد الله فأتاه علي بن الحسين ومعه ابنه محمد وهو صبي فقال على لابنه قبل رأس عمك فدنا محمد بن علي من جابر فقبل رأسه فقال جابر من هذا وكان قد كف بصره فقال له على هذا ابني محمد فضمه جابر إليه وقال يا محمد محمد رسول الله يقرأ عليك السلام فقالوا لجابر كيف ذلك يا أبا عبد الله فقال كنت مع رسول الله صلى الله عليه وآله والحسين في حجره وهو يلاعبه فقال