قلت قوله عليه السلام فأنزل الدنيا هو معنى قول النبي صلى الله عليه وآله ما لي وللدنيا إنما مثلي ومثل الدنيا كراكب قال تحت شجرة ساعة ثم فارقها ومضى ومنبع الكلامين واحد وهذا الولد من ذلك الوالد.
وروى عن أبي جعفر بسند رفعه إليه قال إذا أردت أن تلقى الحب في الأرض فخذ قبضة من ذلك البذر ثم استقبل القبلة ثم قل أفرأيتم ما تحرثون أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون ثم تقول لا بل الله الزارع لا فلان وتسمى باسم صاحبه ثم قل اللهم صل على محمد وآل محمد واجعله مباركا وارزقه السلامة والسرور والعافية والغبطة ثم ابذر البذر الذي بيدك وساير البذر وعن أبي جعفر عليه السلام عن جابر بن عبد الله قال سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول كان فيما أعطى الله عز وجل موسى عليه السلام في الألواح الأول اشكر لي ولوالديك أقيك المتألف وأنسئ لك في عمرك وأحيك حياة طيبة وأقلبك إلى خير منها آخر كلامه الذي أوردته.
قال الشيخ المفيد رحمه الله في إرشاده باب ذكر الإمام القائم بعد على ابن الحسين عليهما السلام وتاريخ مولده ودلائل إمامته ومبلغ سنه ومدة خلافته ووقت وفاته وسببها وموضع قبره وعدد أولاده ومختصر من أخباره وكان الباقر محمد بن علي بن الحسين عليه السلام من بين إخوته خليفة أبيه علي بن الحسين عليه السلام والقائم بالإمامة من بعده وبرز على جماعتهم بالفضل في العلم والزهد والسؤدد وكان أنبههم ذكرا وأجلهم في العامة والخاصة وأعظمهم قدرا ولم يظهر عن أحد من ولد الحسن والحسين عليهما السلام من علم الدين والآثار والسنن وعلم القرآن والسيرة وفنون الآداب ما ظهر عن أبي جعفر عليه السلام.
وروى عنه معالم الدين دون بقايا الصحابة ووجوه التابعين ورؤساء