بعد المعارف والإخوان وعن الأسود بن كثير وقد تقدمت وفيه فإذا نفذت فأعلمني وعن الحجاج بن أرطاة قال قال أبو جعفر يا حجاج كيف تواسيكم؟
قلت صالح يا أبا جعفر قال يدخل أحدكم يده في كيس أخيه فيأخذ حاجته إذا احتاج إليه؟ قلت أما هذا فلا فقال أما لو فعلتم ما احتجتم عن أبي حمزة الثمالي قال حدثني أبو جعفر محمد بن علي عليهما السلام قال لا تصحبن خمسة ولا تحادثهم ولا تصاحبهم في طريق وقد سبق ذكره في أخبار أبيه عليه السلام وعن حسين بن حسن قال كان محمد بن علي يقول سلاح اللئام قبيح الكلام وعن جابر الجعفي قال قال لي محمد بن علي يا جابر إني لمحزون وإني لمشتغل القلب قلت وما حزنك وما شغل قلبك قال يا جابر إنه من دخل قلبه صافي خالص دين الله شغله عما سواه يا جابر ما الدنيا وما عسى أن يكون؟ إن هو إلا مركب ركبته أو ثوب لبسته أو امرأة أصبتها يا جابر إن المؤمنين لم يطمئنوا إلى الدنيا لبقاء فيها ولم يأمنوا قدوم الآخرة عليهم ولم يصمهم عن ذكر الله ما سمعوا بآذانهم من الفتنة ولم يعمهم عن نور الله ما رأوا بأعينهم من الزينة ففازوا بثواب الأبرار وإن أهل التقوى أيسر أهل الدنيا مؤنة وأكثرهم لك معونة إن نسيت ذكروك وإن ذكرت أعانوك قوالين بحق الله عز وجل قوامين بأمر الله قطعوا محبتهم لمحبة ربهم ونظروا إلى الله وإلى محبته بقلوبهم وتوحشوا من الدنيا بطاعة مليكهم وعلموا أن ذلك منظور إليه من شأنهم فأنزل الدنيا بمنزل نزلت به وارتحلت عنه أو كمال أصبته في منامك فاستيقظت وليس معك منه شئ احفظ الله ما استرعاك من دينه وحكمته.