وخشوعه وتهجده ودؤوبه في صلاته وأدعيته في أوقات مناجاته واستمراره على ملازمة عباداته وإيثاره وصدقاته وعطاياه وصلاته وتوسلاته التي تدل مع فصاحته وبلاغته على خشوعه لربه وضراعته ووقوفه موقف العصاة مع شدة طاعته واعترافه بالذنوب على براءة ساحته وبكائه ونحيبه وخفوق قلبه من خشية الله ووجيبه وانتصابه وقد أرخى الليل سدوله وجر على الأرض ذيوله مناجيا ربه تقدست أسماؤه مخاطبا له تعالى ملازما بابه عز وجل مصورا نفسه بين يديه معرضا عن كل شئ مقبلا عليه قد انسلخ من الدنيا الدنية وتعرى من الجثة البشرية فجسمه ساجد في الثرى وروحه متعلقه بالملأ الأعلى يتملل إذا مرت به آية من آيات الوعيد حتى كأنه المقصود بها وهو عنها بعيد تجد أمورا عجيبة وأحوالا غريبة ونفسا من الله سبحانه وتعالى قريبة وتعلم يقينا لا شك فيه ولا ارتياب وتعرف معرفة من قد كشف له الحجاب وفتحت له الأبواب ان هذه الثمرة من تلك الشجرة كما أن الواحد جزء العشرة وان هذه النطفة العذبة من ذلك المعين الكريم وان هذا الحديث من ذلك القديم وان هذه الدرة من ذلك البحر الزاخر وان هذا النجم من ذلك القمر الباهر وان هذا الفرع النابت من ذلك الأصل الثابت وان هذه النتيجة من هذه المقدمة وأنه عليه السلام خليفة محمد وعلى والحسن والحسين وفاطمة المكرمة المعظمة هذا أصله الطاهر.
وأما فرعه فما أشبه الأول بالآخر فهم عليهم السلام مشكاة الأنوار وسادة الأخيار والأمناء الأبرار والأتقياء الأطهار كل واحد منهم في زمانه علم يهتدى به من وفقه الله وسدده وأمده بعنايته وعضده وهداه إلى سبيله وأرشده وأنجده بلطفه وأيده وعلي بن الحسين عليه السلام دوحتهم التي منها تتشعب أغصانهم وارم بنى الحسين فمنه بسقت أفنانهم