يقول عبدك بفنائك مسكينك بفنائك سائلك بفنائك فقيرك بفنائك فوالله ما دعوت بهن في كرب إلا كشف عنى وكان يصلى في كل يوم وليلة الف ركعة فإذا أصبح سقط مغشيا عليه وكانت الريح تميله كالسنبلة وكان يوما خارجا فلقيه رجل فسبه فثارت إليه العبيد والموالي فقال لهم على مهلا كفوا ثم أقبل على ذلك الرجل فقال له ما ستر عنك من أمرنا أكثر ألك حاجة يغنيك عليها فاستحيى الرجل فألقى إليه على خميصة كانت عليه وأمر له بألف درهم فكان ذلك الرجل بعد ذلك يقول أشهد أنك من أولاد الرسل.
الخميصة كساء أسود مربع له علمان فان لم يكن معلما فليس بخميصة وكان عنده عليه السلام قوم أضياف فاستعجل خادما له بشواء كان في التنور فأقبل به الخادم مسرعا فسقط السفود منه على رأس بنى لعلي بن الحسين تحت الدرجة فأصاب رأسه فقتله فقال على للغلام وقد تحير الغلام واضطرب أنت حر فإنك لم تعتمده وأخذ في جهاز ابنه ودفنه.
ومنها أنه عليه السلام دخل على محمد بن أسامة بن زيد في مرضه فجعل محمد يبكى فقال له علي عليه السلام ما شأنك فقال على دين فقال له كم هو فقال خمسة عشر ألف دينار فقال علي بن الحسين هو على فالتزمه عنه.
وقال أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين عليهم السلام أوصاني أبى فقال يا بنى لا تصحبن خمسة ولا تحادثهم ولا ترافقهم في طريق فقلت جعلت فداك يا أبة من هؤلاء الخمسة قال لا تصحبن فاسقا فإنه يبيعك بأكلة فما دونها فقلت يا أبة وما دونها قال يطمع فيها ثم لا ينالها قال قلت يا أبة ومن الثاني قال لا تصحبن البخيل فإنه يقطع بك في ماله أحوج ما كنت إليه قال فقلت ومن الثالث قال لا تصحبن كذابا فإنه بمنزلة