الماء لطهوره ويخمره قبل أن ينام فإذا قام من الليل بدأ بالسواك ثم توضأ ثم يأخذ في صلاته.
وكان يقضى ما فاته من صلاة نافلة النهار في الليل ويقول يا بنى ليس هذا عليكم بواجب ولكن أحب لمن عود منكم نفسه عادة من الخير أن يدوم عليها.
وكان لا يدع صلاة الليل في السفر والحضر.
وكان من كلامه عليه السلام عجبت للمتكبر الفخور الذي كان بالأمس نطفة وهو غدا جيفة وعجبت كل العجب لمن شك في الله وهو يرى خلقه وعجبت كل العجب لمن أنكر النشأة الأخرى وهو يرى النشأة الأولى وعجبت كل العجب لمن عمل لدار الفناء وترك العمل لدار البقاء.
وكان إذا أتاه السائل يقول مرحبا بمن يحمل لي زادي إلى الآخرة.
ومنها ما نقل عن ابن شهاب الزهري أنه قال شهدت علي بن الحسين يوم حمله عبد الملك بن مروان من المدينة إلى الشام فأثقله حديدا ووكل به حفاظا في عدة وجمع فاستأذنتهم في التسليم عليه والتوديع له فأذنوا لي فدخلت عليه وهو في قبة والأقياد في رجليه والغل في يديه فبكيت وقلت وددت انى في مكانك وأنت سالم فقال لي يا زهري أو تظن هذا مما ترى على وفى عنقي مما يكربني أما لو شئت ما كان وأنه ان بلغ بك وبأمثالك غمر ليذكر عذاب الله ثم أخرج يده من الغل ورجليه من القيد ثم قال يا زهري لأجزت معهم على ذا منزلتين من المدينة فما لبثنا إلا أربع ليال حتى قدم الموكلون به يطلبونه من المدينة فما وجدوه فكنت فيمن سألهم عنه فقال لي بعضهم إنا نراه متبوعا أنه لنازل ونحن حوله لا ننام نرصده إذ أصبحنا فما وجدنا بين محمله إلا حديده.