بن أبي جعفر العطار شيخ من أهل المدينة عن أبي عبد الله عليه السلام قال سمعته يقول قال رسول الله صلى الله عليه وآله إذا صلى أحدكم وخرج من المسجد فليقل اللهم دعوتني فأجبت دعوتك وصليت مكتوبتك وانتشرت في أرضك كما امرتني فأسئلك من فضلك العمل بطاعتك واجتناب معصيتك والكفاف من الرزق برحمتك.
أقول فينبغي له إذا انفصل بعد صلاة العصر من مقام الذل والذكر ان يكون على خاطره انه ما خرج عن ذل العبودية ولا انفصل عن اطلاع إحاطة العلوم الربانية ولا أطلقوه من المعاملة فيما يعمله بعد ذلك من سائر حركاته وسكناته وانه يراد منه ان يكون عابد الله جل جلاله في سائر تصرفاته.
ولقد رأيت في حكايات أهل المراقبات ان بعضهم كان له رفيق قد صحبه مدة من الأوقات فنزلا في سفينة مع قوم وفيها حنطة والحنطة ليست لواحد منهما فغفل أحدهما واخذ بيده من الحنطة واكل منها حبة واحدة فنظر إليه رفيقه وقال ما هذا قال غفلت عن نفسي فقال له ما معناه تكون بين يدي الله جل جلاله وهو مطلع عليك وهو سبحانه لو كان يصح عليه الشغل كالمشغول بدوام (بإدامة) وجودك وحياتك وعافيتك والاحسان إليك وتشتغل أنت عنه لا أصاحبك بعدها فأخاف ان اكتسب من غفلتك وقال أيها الملاح قدم إلى الشط فقدم ففارقه وانفصل منه وقيل شعرا.
اما تقومون كذا أو فاقعدوا * ما كل من رام السماء يصعد عن تعب أورد ساق أولا * ومسحت غرة سياف يد لو شرف الانسان وهو وادع * لقطع الصمصام وهو مغمد