الذنوب إذا سئلوا المغفرة من جلالة علام الغيوب فإنه ان استغفر الله جل جلاله وقلبه غافل وعقله ذاهل أو متكاسل فان استغفاره على هذه الصفات من جملة الجنايات ويكون كالمستهزئ الذي لا يأمن تعجيل النقمات.
فقد روى عن مولينا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام انه كان يوما جالسا في حشد من الناس من المهاجرين والأنصار فقال رجل منهم استغفر الله فالتفت إليه علي عليه السلام كالمغضب وقال له يا ويلك أتدري ما الاستغفار الاستغفار اسم واقع على ستة معان: الأول الندم على ما مضى الثاني العزم على ترك العود إليه والثالث ان تعمد إلى كل فريضة ضيعتها فتؤديها الرابع ان تخرج إلى الناس مما بينك وبينهم حتى تلقى الله أملس وليس عليك تبعة الخامس ان تعمد إلى اللحم الذي نبت على السحت فتذيبه بالأحزان حتى ينبت لحم غيره السادس ان تذيق الجسم مرارة الطاعة كما أذقته حلاوة المعصية فحينئذ تقول استغفر الله.
فمما روى في الاستغفار سبعين مرة بعد صلاة العصر ما رواه محمد بن الحسن الصفار وسعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحكم بن مسكين الأعمى قال حدثنا أبو جرير عن أبي عبد الله عليه السلام قال من استغفر الله في اثر العصر سبعين مرة غفر الله له ذنوب خمسين سنة عاما فان لم يكن غفر لوالديه فان لم يكن فلقرابته فان لم يكن فلجيرانه.
ومن ذلك ما حدث به أبو الفضل محمد بن عبد الله رحمه الله قال حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود العباسي قال حدثنا أبي قال حدثنا عبد الله محمد قال حدثنا محمد بن البختري العطار عن أبي داود المسترق عن بعض رجاله عن أبي عبد الله عليه السلام قال من استغفر الله تعالى بعد صلاة العصر سبعين