لسلطانك الذي كان سبب امكانك وأنت تعتقد ان لولاه ما خلق الله نفسك ولا أحدا من المكلفين في زمانه وزمانك وان اللطف بوجوده صلوات الله عليه سبب لكل ما أنت وغيرك فيه وسبب لكل خير تبلغون إليه فإياك ثم إياك ان تقدم نفسك أو أحدا من الخلايق في الولاء والدعاء له بأبلغ الامكان واحضر قلبك ولسانك في الدعاء لذلك المولى العظيم الشأن وإياك ان تعتقد انني قلت هذا لأنه محتاج إلى دعائك هيهات هيهات ان اعتقدت هذا فأنت مريض في اعتقادك وولائك بل انما قلت هذا لما عرفتك من حقه العظيم عليك واحسانه الجسيم إليك ولأنك إذا دعوت له قبل الدعاء لنفسك ولمن يعز عليك كان أقرب إلى أن يفتح الله جل جلاله أبواب الإجابة بين يديك لان أبواب قبول الدعوات قد غلقتها أيها العبد باغلاق الجنايات فإذا دعوت لهذا المولى الخاص عند مالك الاحياء والأموات يوشك ان يفتح أبواب الإجابة لأجله فتدخل أنت في الدعاء لنفسك ولمن تدعو له في زمرة فضله وتتسع رحمة الله جل جلاله لك وكرمه وعنايته بك لتعلقك في الدعاء بحبله.
ولا تقل فما رأيت فلانا وفلانا من الذين تقتدي بهم من شيوخك بما أقول يعملون وما وجدتهم الا وهم عن مولينا الذي أشرت إليه صلوات الله عليه غافلون وله مهملون فأقول لك اعمل بما قلت لك فهو الحق الواضح ومن أهمل مولانا وغفل عما ذكرت عنه فهو والله الغلط الفاضح.
وينبه على ما ذكرناه من طريق ما رويناه ما ذكره جدي أبو جعفر الطوسي رضوان الله عليه في كتاب المصباح وذكره محمد بن أبي قرة في كتاب عمل شهر رمضان ورواية ابن أبي قرة أطول دعاء وانما نذكره