ثم قال تعالى (ووالد وما ولد) من قال أراد آدم فهو عام ومن قال هو إبراهيم وما ولد فهي إن شاء الله تعالى إشارة إلى محمد صلى الله عليه وسلم فتتضمن السورة القسم به صلى الله عليه وسلم في موضعين * وقال تعالى (ألم ذلك الكتاب لا ريب فيه) قال ابن عباس هذه الحروف أقسام أقسم الله تعالى بها، وعنه وعن غيره فيها غير ذلك وقال سهل بن عبد الله التستري: الألف هو الله تعالى واللام جبرئيل والميم محمد صلى الله عليه وسلم، وحكى هذا القول السمرقندي ولم ينسبه إلى سهل وجعل معناه الله أنزل جبريل على محمد بهذا القرآن لا ريب فيه، وعلى الوجه الأول يحتمل القسم أن هذا الكتاب حق لا ريب فيه ثم فيه من فضيلة قرآن اسمه باسمه نحو ما تقدم، وقال ابن عطاء في قوله تعالى (ق والقرآن المجيد) أقسم بقوة قلب حبيبه محمد صلى الله عليه وسلم حيث حمل الخطاب والمشاهدة ولم يؤثر ذلك فيه لعلو حاله وقيل هو اسم للقرآن وقيل هو اسم لله تعالى وقيل جبل محيط بالأرض وقيل غير هذا، وقال جعفر بن محمد في تفسير (والنجم إذا هوى) إنه محمد صلى الله عليه وسلم وقال: النجم قلب محمد صلى الله عليه وسلم، هوى انشرح من الأنوار وقال انقطع عن غير الله وقال ابن عطاء في قوله تعالى (والفجر وليال عشر) الفجر محمد صلى الله عليه وسلم لأن منه تفجر الإيمان.
(٣٤)