إنا لا نكذبك، ولكن نكذب مما جئت به، فأنزل الله تعالى (فإنهم لا يكذبونك) الآية. وروى أن النبي صلى الله عليه وسلم لما كذبه قومه:
حزن، فجاءه جبرئيل عليه السلام فقال: ما يحزنك؟ قال: كذبني قومي، فقال إنهم يعلمون أنك صادق، فأنزل الله تعالى الآية، ففي هذه الآية منزع لطيف المأخذ من تسليته تعالى له صلى الله عليه وسلم، وإلطافه في القول: بأن قرر عنده أنه صادق عندهم، وأنهم غير مكذبين له، معترفون بصدقه قولا واعتقادا، وقد كانوا يسمونه قبل النبوة الأمين، فدفع بهذا التقرير ارتماض نفسه بسمة الكذب، ثم جعل
____________________
(قوله ما يحزنك) يقال حزنه وأحزنه (قوله منزع) بفتح الميم والزاي وهو ما يرجع إليه الرجل من أمره (قوله وإلطافه) بكسر الهمزة مصدر ألطفه بكذا: بره به (قوله ارتماص) هو بالراء الساكنة والمثناة المكسورة والضاد المعجمة مصدر ارتمض الرجل من كذا:
اشتد عليه وأقلقه.
اشتد عليه وأقلقه.