منها ومر ماء فسأل عنه فقيل له اسمه بيسان وماءه ملح فقال بل هو نعمان وماءه طيب فطاب وأتى بدلو من ماء زمزم فمج فيه فصار أطيب من المسك وأعطى الحسن والحسين لسانه فمصاه وكانا يبكيان عطشا فسكتا وكان لأم مالك عكة تهدى فيها
للنبي صلى الله عليه وسلم سمنا فأمرها
النبي صلى الله عليه وسلم أن لا نعصرها ثم دفعها إليها فإذا هي مملوءة سمنا فيأتيها بنوها يسألونها الأدم وليس عندهم شئ فتعمد إليها فتجد فيها سمنا فكانت تقسيم إدمها حتى عصرتها وكان يتفل في أفواه الصبيان المراضع فيجزههم ريقة إلى الليل ومن ذلك بركة يده فيما لمسه وغرسه لسلمان رضي الله عنه حين كاتبه مواليه على ثلاثمائة ودية يغرسها لهم كلها تعلق وتطعم وعلى أربعين أوقية من ذهب فقام صلى الله عليه وسلم وغرسها له بيده إلا واحدة غرسها غيره فأخذت كلها إلا تلك الواحدة فقلعها
النبي صلى الله عليه وسلم وردها فأخذت وفى كتاب البزار فأطعم النخل من عامه إلا الواحدة فقلعها رسول الله صلى الله عليه وسلم وغرسها فأطعمت من عامها وأعطاه مثل بيضة الدجاجة
____________________
(قوله يتفل) بكسر الفاء وضمها (قوله أوقية) بضم الهمزة على المشهور وبحذفها لغة وهي أربعون درهما والنش بفتح النون وسكون المعجمة عشرون درهما (قوله غرسها عمر) روى أبو عمر ابن عبد البر قصة سلمان وأن الذي غرس الواحدة عمر وروى البخاري في غير صحيحه أن الذي غرسها سلمان فإن قيل ما الجمع بين رواية ابن عبد البر ورواية البخاري؟ أجيب بأن عمر وسلمان اشتركا في غرس واحدة فأضاف الراوي مرة غرسها لعمر ومرة لسلمان