كلهم كانوا في ذلك مهتدين ومن اتبع عثمان في امتناعه عليهم مما التمسوه من خلع نفسه أو دفع مروان إليهم وغير ذلك كان أيضا مهتديا فإن منعوا إحدى الفرق من الاهتداء بأن ظلمهم وبطل خبرهم وظهرت فضيحتهم. وإن أجازوا إهداء الفرق كلها في ذلك كله شهد والقاتل عثمان بالهداية في قتله ولمحاصريه وخاذليه وناصريه كذلك، وكفى بذلك خزيا، وكذلك يقال لهم في محاربة طلحة والزبير مع عائشة ومن تابعهم واقتدى بهم في محاربة علي عليه السلام كانوا مهتدين وكذلك علي عليه السلام ومن تابعه واقتدى به في محاربتها مهتدين، ولو أن رجلا حارب مع طلحة والزبير إلى نصف النهار ثم عاد إلى الصف الآخر فحارب مع علي عليه السلام إلى آخر النهار كان بزعمهم في الحالين جميعا مهتديا فإن منعوا ذلك بأن ظلمهم وانكسرت حجتهم وبطل خبرهم وإن أجازوه ظهرت فضيحتهم بتكذيب رسول الله (ص) فيما رووه عنه بإجماع أنه قال للزبير ستقاتل عليا وأنت ظالم له وقال لعائشة كذلك فلو كان مهتديا في أفعاله كلها كان محالا في جميع تصرفه فقد كذبوا رسول الله (ص) ومن كذب رسول الله (ص) في شئ من أقاويله كان خارجا من دين الله، مع ما قد روي أن الرسول (ص) قال ليردن على الحوض يوم القيامة أقوام من أصحابي ثم ليختلجن (1) دوني
(٧٩)