وسارع الحي اليمانون الغرر * والخير في الناس قديما يبتدر قال: فخرج إليه عبد الله بن سوار العبدي (1) وهو يقول:
قد سارعت في حربها (2) ربيعه * في الحق والحق لهم شريعه ما نهتك الاستار كالقطيعة * في العصبة السامعة المطيعه حتى تذوق كأسها القطيعة ثم طعنه العبدي طعنة في خاصرته جدله قتيلا (3)، فأنشأ الصلتان العبدي يقول في ذلك:
ألا يا عبيد الله ما زلت مولعا * بنكر لها تهدي اللقا (4) وتهددا كأن حماة الحي بكر بن وائل * بذي الرمث (5) نيران تحرقن غرقدا وكنت سفيها قد تعودت عادة * وكل امرئ جار على ما تعودا فأصبحت مسلوبا على شر حالة * صريعا يرى وسط العجاجة مفردا تشق عليك الدرع عرس فجيعة * مفجعة تبدي الشجا والتلددا (6) فكانت ترى ذا الامر قبل عيانه * ولكن أمر الله أهدى لك الردا وقالت (7): عبيد الله لا تأت وائلا * فقلت لها: تعجلي وانظري غدا فقد جاء ما منيتها فتسلبت * عليك وأضحى الحب منها مقددا