كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج ٣ - الصفحة ١٢٩
وسارع الحي اليمانون الغرر * والخير في الناس قديما يبتدر قال: فخرج إليه عبد الله بن سوار العبدي (1) وهو يقول:
قد سارعت في حربها (2) ربيعه * في الحق والحق لهم شريعه ما نهتك الاستار كالقطيعة * في العصبة السامعة المطيعه حتى تذوق كأسها القطيعة ثم طعنه العبدي طعنة في خاصرته جدله قتيلا (3)، فأنشأ الصلتان العبدي يقول في ذلك:
ألا يا عبيد الله ما زلت مولعا * بنكر لها تهدي اللقا (4) وتهددا كأن حماة الحي بكر بن وائل * بذي الرمث (5) نيران تحرقن غرقدا وكنت سفيها قد تعودت عادة * وكل امرئ جار على ما تعودا فأصبحت مسلوبا على شر حالة * صريعا يرى وسط العجاجة مفردا تشق عليك الدرع عرس فجيعة * مفجعة تبدي الشجا والتلددا (6) فكانت ترى ذا الامر قبل عيانه * ولكن أمر الله أهدى لك الردا وقالت (7): عبيد الله لا تأت وائلا * فقلت لها: تعجلي وانظري غدا فقد جاء ما منيتها فتسلبت * عليك وأضحى الحب منها مقددا

(١) في وقعة صفين: حريث بن جابر الجعفي، وذكر الارجاز.
(٢) وقعة صفين ص ٢٩٩: نصرها.
(٣) اختلفوا فيمن قتله فقالت همدان: قتله هاني بن الخطاب، وقالت حضرموت قتله مالك بن عمرو الحضرمي، وقالت ربيعة: حريث بن جابر الحنفي (الجعفي).
انظر الطبري ٦ / ٢٠ ابن الأثير ٢ / ٣٨٠ الاخبار الطوال ص ١٧٨ مروج الذهب ٢ / ٤٢٧ وقعة صفين ص ٣٠٠.
(٤) كذا بالأصل، والأوضح " اللغا " أي الباطل.
(٥) وقعة صفين ص ٣٠٠: بذي الرمث أسد قد تبوأن غرقدا.
(6) التلدد: التلفت يمينا ويسارا في حيرة وتبلد.
(7) يعني امرأته. وكان تحت عبيد الله أسماء بنت عطارد بن حاجب بن زرارة التميمي وبحرية بنت هانىء بن قبيصة الشيباني، وكان قد أخرجهما معه إلى الحرب في ذلك اليوم لينظر إلى قتاله (شرح النهج لابن أبي الحديد 1 / 499) وكانت ابنة قبيصة حاولت اقناعه بعد المسير إلى القتال، (وكان قد خرج في ذلك اليوم قومها وكانوا مع علي للقتال) فرماها بقوس فشجها، وكانت قد قالت له: أخاف أن يقتلوك، وكأني بك قتيلا وقد أتيتهم أسألهم أن يهبوا لي جيفتك. (مروج الذهب 2 / 427).
(١٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ذكر وقعة الماء وهي أول وقعة صفين 5
2 ذكر الوقعة الثانية بصفين 14
3 ذكر ما جرى بعد ذلك من الكلام 51
4 حديث خالد بن المعمر السدوسي 55
5 ثم رجعنا إلى الخبر 56
6 حديث سودة بنت عمارة الهمذانية مع معاوية 59
7 ثم رجعنا إلى الخبر 61
8 حديث أم سنان المذحجية مع معاوية 65
9 ثم رجعنا إلى الخبر من صفين 68
10 ذكر ما جرى من المناظرة بين أبي نوح وذي الكلاع الحميري 71
11 ذكر ما كان بعد ذلك من القتال 81
12 حديث عدي بن حاتم الطائي مع معاوية 82
13 ثم رجعنا إلى الخبر 83
14 حديث الزرقاء بنت عدي الهمذانية مع معاوية 87
15 ثم رجعنا إلى الخبر 89
16 ثم رجعنا إلى الخبر 103
17 حديث عبد الله بن هاشم مع معاوية 124
18 ثم رجعنا إلى الخبر 126
19 ذكر مقتل عبيد الله بن عمر بن الخطاب 128
20 ذكر ما كان بعد ذلك من القتال 131
21 خبر عرار بن الأدهم 141
22 ذكر ما جرى من الكتب بين علي بن أبي طالب وبين معاوية وعمرو بن العاص وابن عباس لما عضهم سلاح أهل العراق 149
23 ذكر مقتل عمار بن ياسر رحمه الله 158
24 ذكر القوم الذين أنفذهم معاوية إلى علي بن أبي طالب يكلمونه في ضع الحرب 168
25 ذكر تحريض أمير المؤمنين علي بن أبي طالب على القتال 171
26 ذكر تحريض معاوية أصحابه على القتال 172
27 ذكر الواقعة الخميسية وهي وقعة لم يكن بصفين أشد منها وصفة ليلة الهرير 174
28 ذكر صفة ليلة الهرير 180
29 ذكر رفع المصاحف على رؤوس الرماح 181
30 ذكر امتناع القوم من القتال 182
31 ثم رجعنا إلى الخبر 188
32 ذكر ما كان بعد ذلك بينهم من المكاتبة 191