كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج ٣ - الصفحة ١٢١
هوت به في النار أم هاوية * جاوره فيها كلاب عاوية قال: فصاح معاوية: ويلكم يا أهل الشام! هذا أسد من أسود خزاعة فاقصدوه بحربكم. قال فأحاط به أهل الشام من كل ناحية فلم يزل يقاتلهم حتى قتل منهم جماعة وقتل - رحمه الله -. فقال معاوية: لله دره ودر أبيه! أما والله لو استطاعت نساء خزاعة أن تقاتلنا فضلا عن رجالها لفعلت.
قال: وتقدم عمرو بن الحمق الخزاعي حتى وقف في ميدان الحرب وهو يقول (1):
جزى الله خيرا عصبة (2) أي عصبة * حسان وجوه صرعت نحو هاشم شقيق وعبد الله فيهم ومعبد * ونبهان وابنا هاشم والمكارم (3) وعروة لا تبعد فقد كان فارسا * إذا الحرب هاجت بالقنا والصوارم (4) إذا اختلف الابطال واشتبك القنا * وكان حديث القوم ضرب الجماجم ثم حمل فقاتل أشد القتال ورجع إلى موقفه.
قال: وحميت أهل الشام وعزموا على الموت، وتقدم سيد من ساداتهم يقال له حوشب ذو الظليم وهو يقول:
أهل العراق ناسبوا وانتسبوا * نحن اليمانيون منا حوشب أنا الظليم أين أين (5) المهرب * فينا الصفيح والقنا المغلب (6) والخيل أمثال الوشيح شذب (7) * إن العراق خيلها مذبذب قي قتل عثمان وكل مذنب * هذا علي فيكم محبب

(١) الأبيات في مروج الذهب ٢ / ٤٢٥ وكتاب صفين ص ٣٥٦ ونسبت إلى علي (رضي).
(٢) مروج الذهب: عصبة أسلمية * صباح الوجوه صرعوا حول هاشم.
(٣) في مروج الذهب:
يزيد وعبد الله بشر بن معبد * وسفيان وابنا هاشم ذي المكارم (٤) مروج الذهب:
وعروة لا ينفذ ثناه وذكره * إذا اخترطت يوما خفاف الصوارم (٥) وقعة صفين ص ٤٠٠: منا.
(6) كذا بالأصل " المغلب " والأوضح " المعلب " من علب السيف والرمح فهو معلوب وعلبه تعليبا أي حزم مقبضه بعلباء البعير، وهي عصب العنق.
(7) الوشيج: الرماح. وشذب لا معنى لها والصواب " شزب " جمع شازب أي الضوامر ".
(١٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ذكر وقعة الماء وهي أول وقعة صفين 5
2 ذكر الوقعة الثانية بصفين 14
3 ذكر ما جرى بعد ذلك من الكلام 51
4 حديث خالد بن المعمر السدوسي 55
5 ثم رجعنا إلى الخبر 56
6 حديث سودة بنت عمارة الهمذانية مع معاوية 59
7 ثم رجعنا إلى الخبر 61
8 حديث أم سنان المذحجية مع معاوية 65
9 ثم رجعنا إلى الخبر من صفين 68
10 ذكر ما جرى من المناظرة بين أبي نوح وذي الكلاع الحميري 71
11 ذكر ما كان بعد ذلك من القتال 81
12 حديث عدي بن حاتم الطائي مع معاوية 82
13 ثم رجعنا إلى الخبر 83
14 حديث الزرقاء بنت عدي الهمذانية مع معاوية 87
15 ثم رجعنا إلى الخبر 89
16 ثم رجعنا إلى الخبر 103
17 حديث عبد الله بن هاشم مع معاوية 124
18 ثم رجعنا إلى الخبر 126
19 ذكر مقتل عبيد الله بن عمر بن الخطاب 128
20 ذكر ما كان بعد ذلك من القتال 131
21 خبر عرار بن الأدهم 141
22 ذكر ما جرى من الكتب بين علي بن أبي طالب وبين معاوية وعمرو بن العاص وابن عباس لما عضهم سلاح أهل العراق 149
23 ذكر مقتل عمار بن ياسر رحمه الله 158
24 ذكر القوم الذين أنفذهم معاوية إلى علي بن أبي طالب يكلمونه في ضع الحرب 168
25 ذكر تحريض أمير المؤمنين علي بن أبي طالب على القتال 171
26 ذكر تحريض معاوية أصحابه على القتال 172
27 ذكر الواقعة الخميسية وهي وقعة لم يكن بصفين أشد منها وصفة ليلة الهرير 174
28 ذكر صفة ليلة الهرير 180
29 ذكر رفع المصاحف على رؤوس الرماح 181
30 ذكر امتناع القوم من القتال 182
31 ثم رجعنا إلى الخبر 188
32 ذكر ما كان بعد ذلك بينهم من المكاتبة 191