وقعة صفين - ابن مزاحم المنقري - الصفحة ٣٠٠
فطعنه فصرعه وأخذ لواءه ابن جون السكوني.
وفي حديث محمد بن عبيد الله، عن الجرجاني، قال الصلتان العبدي [يذكر مقتل عبيد الله، وأن حريث بن جابر الحنفي قتله]:
ألا يا عبيد الله ما زلت مولعا * ببكر لها تهدى اللغا والتهددا (1) كأن حماة الحي من بكر وائل بذي الرمث أسد قد تبوأن غرقدا وكنت سفيها قد تعودت عادة * وكل امرئ جار على ما تعودا فأصحبت مسلوبا على شر آلة * صريع قنا وسط العجاجة مفردا (2) تشق عليك الجيب ابنة هانئ * مسلبة تبدي الشجا والتلددا (3) وكانت ترى ذا الأمر قبل عيانه * ولكن أمر الله أهدى لك الردى وقالت: عبيد الله لا تأت وائلا * فقلت لها: لا تعجلي وانظري غدا فقد جاء ما منيتها فتسلبت * عليك وأمسى الجيب منها مقددا حباك أخو الهيجا حريث بن جابر * بجياشة تحكي الهدير المنددا (4) نصر، عن عمر، عن الزبير بن مسلم قال: سمعت حضين بن المنذر يقول:
أعطاني على الراية ثم قال: سر على اسم الله يا حضين (5)، واعلم أنه لا يخفق على رأسك راية أبدا مثلها. إنها راية رسول الله صلى الله عليه وسلم.

(1) اللغا، بالفتح: الباطل. وفي الأصل: " اللقا " تحريف. وفي ح: " القرى ".
(2) الآلة، هنا، بمعنى الحالة.
(3) المسلبة: المحد التي تلبس الثياب السود للحداد. والذي ذكرته المعاجم " المسلب " بدون هاء. والتلدد: التلفت يمينا ويسارا في حيرة وتبلد.
(4) الجياشة: الطعنة التي يفور منها الدم. والمندد، من التنديد، وهو رفع الصوت.
وفي الأصل: " المبددا " تحريف. وفي ح:
* بحاسمة تحكي بها النهر مزبدا * (5) في الأصل: " حصين " صوابه بالمعجمة، كما سبق في ص 287.
(٣٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 295 296 297 298 299 300 301 302 303 304 305 ... » »»
الفهرست