(ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق) (1).
نعم، ما أعظم الأولى، والثانية، وأعظم وأكرم بالثالثة، لقد بلغت غاية الخلق الانسانية المنطقية المثلى، ووضعت الحد الفاصل لتدهور الانسان إلى المنزلة الحيوانية الخسيسة، ورفعته لأرقى المثل العليا، ان حكم بذلك عقله وقرن بها ارادته وتغلب على غرائزه تلك، وما أبدع قول الشاعر حين يقول:
تعيرنا أنا قليل عديدنا * فقلت لها ان الكرام قليل والواقع ان الكرام أقل من القليل، وما أجل الاسلام وأعظمه واجل نبيه الكريم، وأعظم بقرآنه العظيم، الذي بلغ أوج المثل العليا في الخلق السامي، والمنطق السليم، وكم رفع منزلة العقل والعقلاء، والمفكرين المتدبرين وأشاد بكرامتهم وعلو منزلتهم، أولئك المنفذين ارادتهم للامر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والجامحين غرائز النفس والرذيلة لإقامة العدل وقول الفصل، والحد من الاجحاف وتتبع السبل الواضحة المستقيمة على حد قوله تعالى: (ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا) (2).
وكرم القرآن أولي الألباب، فقال:
(فبشر عباد * الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه) (3) أولئك الذين هداهم الله، وأولئك هم أولو الألباب.