﴿ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا﴾ (1) ومن الحكمة والعدل النظر بعين الانصاف وتركيز العدالة حتى على النفس وأقرب الأقرباء لذا ادعو القارئ الكريم إلى أن ينظر بعين البصيرة والحق ويبعد عنه العصبية والنعرات مهما كانت نفسية أو قبلية عنصرية أو عقائدية، أو غيرها. ويصغي إلي لنتحدث بالمنطق السليم الذي يستمد آراءه من الحكمة وحسب، دون ان تشوبه شوائب فتغير من لونه وصفاته كما تؤثر المواد في الماء الرائق، فتغير لونه وطعمه وحجمه وكثافته، والحقيقة ان العقل السليم لا يختلف عند البشر ان أصغى بتأمل وأزال عنه كل ما يخالجه من عرف وعادة وأنانية بالعائلة والمحيط، والتربية، وما تدسه فيه الأهواء، من الغرائز النفسية المتناقضة ببعضها، وان علم النفس الحديث تشعب تشعبا كبيرا ومنه قراءة الأفكار ونقلها للآخرين وقراءتها من الآخرين، وتمركز الفكر دون ان يشاب بأفكار أخرى نفسية أو غير نفسية. تلك التي تتوارد على الخواطر باسم تداعي الخواطر، فما تكاد فكرة ترد المرء إلا وتواردت عليه بحكم تداعي الخواطر أفكار وخواطر قريبة وبعيدة، تتصل ببعضها بحلقات حتى لتكاد ان تضيع الفكرة الأولى. ولطالما
نسي المرء فكرته الأصلية حينما تتزاحم الأفكار الواردة من كل صوب. وقد ثبتت للفكر قوانين كما هي للنور والمغناطيس وكما تستطيع ان