الخليفة والامام المطاع بدون منازع.
ولكن مع أشد الأسف ما كاد الناعي ينعى رسول الله حتى سمعنا خبرا أقض مضاجعنا، وهز قلوبنا ترحا، أن أفرادا اجتمعوا في سقيفة بني ساعدة من المهاجرين لا يتجاوز عددهم الخمسة، وتنازعوا مع الأنصار وألقوا بينهم الفتنة، وانتخبوا أبا بكر خليفة، هذا ولم يكن من المهاجرين وكثير من الأنصار وباقي المسلمين في المدينة وأقربهم إلى رسول الله ولا جيش أسامة القريب من المدينة ولا بني هاشم وقلة قليلة من الصحابة المشغولين بغسل رسول الله، حاضرين في السقيفة ومشاركين في هذا الانتخاب، بل كانوا كلهم غائبين عن السقيفة فكيف جرى هذا الانتخاب وجميع المسلمين في البقاع والأصقاع والمدن الأخرى لا علم لهم به، وبعدها سمعنا أن جماعات كبيرة أكرهوا على البيعة أو أغفلوا، ونحن نعرف حق اليقين أن عليا هو الخليفة، وأنه في نزاع مع الغاصبين، نزاع لا بحد السيف بل هو الاعتراض على هذا العمل المنكر وبالمنطق السليم، هذا ونحن في دهشة وحيرة وكنت قد جمعت مقدارا من أموال الصدقات التي أمرني رسول الله بجمعها، وحرصا على حقوق المسلمين أعدتها لهم حتى نعرف لمن تنتهي عاقبة الأمور، وإذا بخالد ورجاله وفيهم عبد الله بن عمر وأبو قتادة ورجالهم مدججون بالسلاح، وكنا نحن أيضا مسلمين فقالوا نحن مسلمون فقلنا ونحن مسلمون فأذنوا فأذنا، وصلوا وصلينا معهم، فطلبوا منا وضع السلاح فوضعناه ونحن على أمان، وإذا بخالد يأمر رجاله بشد أكتافنا، وإذا بخالد يتعرض لنسائنا وبالأخص إلى زوجتي وقد وجدته وأنا زوجها ينظرها بنظرات أنبأتني عن سوء الطوية وقد هددني بالقتل فعلمت أنه فاعل ذلك معي ومع صحبي، وكل بغيته أن يتعرض لعرضي وزوجتي، فأشرت له بذلك وقلت لها إنها قتلتني بجمالها، فنهاه أبو قتادة وعبد الله بن عمر فنهرهما، فقتلني ظلما وكيدا، وقتل أصحابي، وأنت أعلم بما