قال الله عز من قائل (إنما الصدقات للفقراء والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم) (الآية 60 من سورة التوبة).
فنرى أن الصدقات إنما هي ثمانية أقسام طبق نص الآية القرآنية وقد نصت الآية هذه على المؤلفة قلوبهم وجعلتهم في الرديف الرابع بعد الفقراء والمساكين والعاملين عليها وهذا نص لم ينسخ أبدا لا بنص ولا بغيره، وقد سار عليه رسول الله في حياته ولم يشر إليه بإشارة ليضعفه أو يقع فيه ما يمكن ان يحدث شكا فيه بعده للخلفاء، وهذا السهم كان يعطي منه لأشراف العرب الذين لم يسلموا بعد ليقربهم فيسلموا. أو كان يعطي منه لمن أسلموا ولكن لما يدخل الايمان في قلوبهم فهو يريد بذلك أن يؤلف قلوبهم بالعطاء كأبي سفيان وابنه معاوية وعباس بن مرداس وعتيبة بن حصن والأقرع بن حابس وأمثالهم، ومن المؤلفة قلوبهم من يترقب باعطائهم اسلام نظرائهم من رجال العرب وبهذا يرجو اسلامهم وعلى أقل تقدير يأمن شرهم وشر تحريضهم، ويأمل انضمامهم إليه ضد الكفار.
هؤلاء المؤلفة قلوبهم جاءوا أبا بكر يطالبونه بحقهم فأمضى لهم ذلك بيد أن عمر صدهم ومنعهم، ووافقه على ذلك أبو بكر، ودعوى عمر أن الله أعز الاسلام ولا حاجة لنصرتكم فكأن الله ورسوله قد غاب عنهما ما عرفه عمر، وأنه يفرض