الذي يعاقب الغاصبين، ويثيب المطيعين والمحسنين، أولئك الذين أطاعوا الله بما أرسله لهم على لسان رسله وأولي الأمر منهم كما جاء في آية الولاية.
تلك عقيدة المسلمين الحقيقيين أن يطيعوا الله ويطيعوا رسوله ويطيعوا أولي الامر الذين نصبهم الله ورسوله فحسب، وأن تكون الإطاعة إطاعة ظاهرية وباطنية مقرونة بالايمان الباطني.
وأما أهل السنة والجماعة فيختلفون عن الفرقة الاسلامية الحقة في تفسير أولي الأمر، فهم يعتبرون كل سلطة تقلدت زمام الأمور سواء كانت عادلة أو جائرة أو مسلمة حقا أو غير ذلك فهي يطلق عليها أولي الامر ويجب إطاعة أوامرها مهما جاهرت بالفسق والفجور والظلم والعدوان، ويكفي أن يكون لهم السلطان والقوة الظاهرية باعتبار أنهم أولو الأمر فيجب اطاعتهم. ونحن نعلم حق العلم ان السلاطين والأمراء والملوك سواء منهم من تغلب بالقوة والدسيسة على الملك أو أولئك الذين جاءوا بحكم الانتخاب ونرى بأم أعيننا الانتخابات المزيفة القائمة واغراء أكثرية الشعب بالمكر والحيلة والاكراه لاستعبادهم، هذا ما نجده في أكثر الأمم والشعوب المتحضرة. فكيف بالشعوب المتأخرة والجاهلة، وهذا يدلنا على أن الاجماع لم تتحقق فيه الغاية أبدا، وكثيرا ما نرى الناخبين الذين وضعوا ثقتهم في فرد خانهم ذلك الرجاء، وعرفوا أن المنتخب إنما أظهر لهم غير ما كان يبطن، وترى أن الأنبياء وحدهم هم نخبة البشر الصادقون لأن الله انتخبهم وجندوا كل قواهم الظاهرية والباطنية لخدمة أمتهم، ولذا فالله وحده الواقف على البواطن وحقائق الأمور، وهو وحده كما أرسل الرسل فسوف يعين بعدهم من يتولى زمام الأمور في الأمة ولا يترك عباده سدى بعد إرسال رسله وأخص منهم خاتم الأنبياء، فلا بد أن يكون قد أمر رسوله أن يعين بعده وصيا وخليفة، وإن هذا الخليفة مأمور من الله ورسوله بتطبيق أحكام كتابه وسنة نبيه، وتفسير وتأويل