هاشم عن الملك، ويوم قرب بني أمية، ويوم عهد إلى عمر بالخلافة، وقبلها عهد إلى أولاد أبي سفيان بولاية الشام، وأقر ملكهم بتقريب عثمان وولاية بني أمية على الشام، لم يكن ذلك عداء لله ولرسوله وللإسلام وهو وخليفته عمر والجميع يثبتون أن لو وليها علي لأقامهم على الصراط المستقيم.
فإذن ان أبا بكر وعمر انما طلبا ملكا لا دينا ووثقاه بما يدوم لهما ملكا لا ليدوم الدين وتبقى السنة وتحفظ الشريعة. واني لأبرهن على ذلك، ألم يقل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): علي مع الحق والحق مع علي يدور معه حيث دار، وأبو بكر يوجه لعلي الفتن. ألم يقل رسول الله في علي وفاطمة (1): " من آذاهما فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله "، وقال: " من آذى عليا فقد آذاني "، وأعظم من هذا ما ورد بصورة متواترة في كتب السنة والجماعة قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): " من سب عليا فقد سبني ومن سبني فقد سب الله ". اخرج محمد بن يوسف الكنجي الشافعي في أول الباب العاشر من كفاية الطالب حديثا مفصلا عن ابن عباس مسندا نقله امام جمع من أهل الشام الذين كانوا يلعنون ويسبون عليا قال: " سمعت من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لعلي: من سبك فقد سبني ومن سبني فقد سب الله، ومن سب الله أكبه الله على منخريه في النار "، وقد نقل الكنجي في عنوان الباب العاشر هكذا: " الباب العاشر في كفر من سب عليا " وأول من سب عليا وفاطمة انما كان أبو بكر كما مر ذكره، كما أخرج الحاكم في المستدرك ج 3 ص 121 وقد مر ذكر فضائل علي في هذا الكتاب.
ورغم ما مر فقد رأى أبو بكر ان حجته داحضة، وانه أفلج امام الأدلة القاطعة التي أوردتها فاطمة الزهراء وبعلها علي، ورأى كيف ان المسلمين وأخص منهم الصحابة وجهوا له النقد والتعرض، ولم يفده ما وجه لعلي وفاطمة من السب والقدح فأراد أن يعيد فدكا وبهذا برهن على صحة أقوال علي وفاطمة وأعماله